الفصل الواحد والأربعين

2.3K 181 50
                                    

الفصل الواحد والأربعين

بعد قضاء اكثر من خمس ساعات في الطريق والذي كان متعباً للغاية فهي المرة الأولي التي يسافرون فيها بالسيارة ، ها هم وصلوا أمام المنزل بعدما عرف مراد العنوان بالكامل من الحج حسين وأيضاً سأل بعض الاشخاص من البلد ، نزل من السيارة وفتح لها الباب وجدها متصنمة مكانها نظرها معلق على المنزل دون أن تصدر أي رد فعل ، وضع كف يده على كتفها وهو يقول بنبرة قلقة :

- أنتِ كويسة يا آلاء

أصابتها انتفاضة بسيطة أثر لمسته التي أعادتها من دوامة ذكرياتها والتي عصفت بها منذ وصولهم ، حاولت السيطرة على خوفها وحركت رأسها إيجاباً قبل نزولها من السيارة ، أنزل كل من بتول و جاسر الحقائب والتي كانت حقيبة لكل واحد منهم ، تقدم جاسر يقف بجانب أخيه وهو يقول بنبرة هامسة :

- مع اني مش عارف احنا بنعمل اي هنا ولا جايبني معاك ليه اصلا ، بس شكلك كده ناوي على حاجه

ارتسمت ابتسامة عابثة على شفتيه فهو ينوي على أشياء كثيرة وليس شئ واحد ولن يقدر على فعلها بدون مساعدة أخيه :

- ناوي على كل خير ، بس المهم انك تكون معايا

- معاك و في ضهرك من غير ما تطلب

حمل مراد حقيبته هو و آلاء وسار بجانبها نحو الباب و خلفهم جاسر وبتول والتي هي الآخرى لا تفهم سبب مجيئهم إلي هنا ، طرق الباب عدة مرات ووقف منتظراً أن يفتح ، لحظات وفتحت لهم فتاة في العشرينات من عمرها وعلى ما يبدو أنها تخدم في المنزل ، ألقت نظرة متفحصة عليهم وعلمت من اللحظة الأولي أنهم ليسوا من بلدهم فتسائلت باستغراب :

- سياح دول ولا اي ، ايوه أي خدمة

تولي مراد دفة الحديث بسؤاله :

- الحج حسين موجود

- ايوه موجود ، نقوله مين

- أنا مراد جوز بنت أخته ، ودي آلاء بنت الست صفاء

ألقت الفتاة نظرة على آلاء والتي لا تعرفها من الأساس ولكنها تعرف صفاء وابنتها والتي كانت حكايتهم تروى في البلد لفترة طويلة ، أفسحت لهم المجال حتى يدخلوا وادخلتهم إلي الصالون وهرعت لمناداة حسين وبعدها إخبار سلطان بوجودهم

بمجرد أن خطت قدميها للمنزل أصابها شعور بالخوف والرهبة وكانت ترغب بشدة في الهروب من هذا المكان الذي يحمل لها العديد من الذكريات السيئة المخيفة والذي أصابها بالخوف أكثر هو عدم رؤيتهم حتى الآن ولا تعلم كيف ستتعامل معهم عندما تراهم سواء كان مع جدها أو عزام أو يسرية الثلاثة الذين تسببوا لها بهذا الخوف بدلاً من أن يتسببوا في أمانها وشعورها بالراحة بين عائلتها ، لاحظ مراد حالتها فامسك بكف يدها بعد أن ترك الحقائب على الأرض واجلسها بجانبه على الأريكة وحاول أن يطمئنها بقوله :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن