الفصل السادس ( النوفيلا )

981 83 16
                                    

الفصل السادس

في لحظة انقلبت الأجواء على آخرها وأصبح هناك حالة من عدم الاتزان عند الجميع ، بداية من هشام و مها اللذان عادا سريعاً للمنزل بعدما اتصل مؤنس وأخبرهما باختفاء ليلى وفي طريق رجوعهما قابلا تسنيم و عبد الرحمن و عادا معهما ، بمجرد أن وصلوا كان عز الدين يبحث عنها في كل مكان هو و مؤنس أما حنان فكانت تجلس مع الأطفال والذي يبدو عليهم الخوف الشديد و كان أنس يبكي بشدة

ركضت مها ناحية حنان سريعاً تتساءل بتلهف و خوف :

- هو اي اللي حصل ، ليلى فين

عند ذكر اسمها انتفض جسد أنس وزاد من بكائه أكثر فأخذته تسنيم بين أحضانها تهدأ من حاله فسمعته يقول بنبرة متقطعة :

- آثف ، والله مكنث قصدي إحنا كنا بنلعب بس يا ماما ، اثف والله

لم تفهم شئ مما قاله وانتبه الجميع إليه فحاول هشام أن يتحكم في أعصابه وهو يسأله :

- هو اي اللي حصل يا أنس بالظبط

ابتعد عن أحضانها وهو يمسح دموعها بكف يده و هتف بنبرة متقطعة بسبب البكاء :

- احنا كنا بنلعب ، وبعدين قولنا نلعب استغماية وخلتها تستخبي في اوضة الحصان الفاضية

صمت قليلاً يلطقت أنفاسه أثر الخوف وبعدها أكمل بنبرة حزينة :

- لما كلنا طلعنا هي مجتث ، دخلنا الاوضة ملقنهاث ، معرفث راحت فين ، آثف يا عمو والله

ارتعبت مها على ابنتها أكثر فهي تخاف من الحيوانات وتخاف من الاقتراب منها وعلى ما يبدو أنها ركضت خارج الغرفة عندما رأت الخيل ولكن إلى أين ، عاد كل من مؤنس و عز الدين خالين الوفاض لم يجدا لها أثر الأمر الذي جعل مها تفقد أعصابها كلياً وهتفت بنبرة هستيرية حزينة :

- يعني اي مش لقينها يا هشام هتكون راحت فين ، ليلى راحت فين

نهضت تسنيم من على الارض واقتربت منها تحتضنها تحاول أن تهدئها بقولها :

- اهدي يا مها هنلاقيها إن شاء الله ، اكيد مش هتبعد عن هنا

هنا اقترح عبد الرحمن على هشام أن يذهبا للبحث عنها :

- احنا هناخد العربية وندور تاني ، كمان اتصلوا بالباقي يمكن تكون مع حد فيهم

تحركا الإثنان ناحية السيارة وتولي عبد الرحمن القيادة أما تسنيم فأخذت مها للداخل وطلبت من عز الدين أن يأخذ الاطفال إلي غرفته ويظل معهم ، أخرجت هاتفها واتصلت بجاسر ولكن لم تجد رد و أيضاً اتصلت بمراد لم يرد فهتفت بنفاذ صبر :

- محدش بيرد منهم ليه دول كمان

هنا تذكرت حنان قدوم ابنها و أخذه للسيارة هو وآلاء وكان يبدو عليه التوتر الشديد و كذلك الأمر فعل كل من يوسف وحياة فتوقعت أنهم علموا بفقدان ليلى وأخذوا السيارة للبحث عنها :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن