الفصل الرابع عشر

2.2K 199 19
                                    

الفصل  الرابع عشر

أخبرتها حياة أنها سوف تتعب في هذه السنة الدراسية ولكن لم تتوقع أبدا أنها سوف تتعب بهذا الشكل ، درس واثنان في اليوم و قد تصل إلي ثلاثه، إرهاق ما بعده إرهاق لجسدها تتمني أن تنام ساعة واحدة ولكن لا تجدها

خرجت من الدرس بصحبة صديقتها وهي تشعر بالإرهاق الشديد، وجدت سياره مراد أمام المركز، استغربت تواجده فلماذا هو هنا وكيف علم مكانه من الأساس، وجدته ينزل من السيارة متوجهاً ناحيتها وهو يرسم ابتسامة هادئة علي شفتيه :

- ازيك يا بتول عامله اي

- اهلا يا مراد ، انت عرفت مكاني ازاي

شعر بالاحراج من سؤالها بالتأكيد لن يخبرها أنه دخل غرفة جاسر بدون أن يعلم و بحث في مكتبه حتى وجد جدول مواعيد دروسها الذي فعله في بداية العام فهتف بارتباك وكذب  :

- من ماما جميلة سألتها عليكِ وهي اللي قالتلي

لم تصدق ما قاله فوالدتها ليس من عادتها أن تخبره بمكانها، اكتفت بهز رأسها متفهمة ومن ثم التفتت إلي صديقتها تودعها ومن ثم وجهت حديثها إلي مراد :

- طيب معلش يا مراد أنا لازم امشي

كانت علي وشك التحرك ولكن وقف أمامها يقول بلهفه :

- طيب ثواني بس، ممكن أتكلم معاكِ شوية

حركت رأسها بحرج لا تعرف لما لا تريد أن تقف معه هل هو احترامه  لوالدتها ام  لجاسر ام الاثنان ، فحاولت الاعتذار منه بقولها :

- معلش يا مراد مش هينفع علشان لازم اروح

- طيب ممكن تبقي تردي علي رسايلي ، بقالي تلات ايام ببعتلك وأنتِ مش بتردي عليا

- أه حاضر هرد ، يلا سلام

وامسكت بكف صاحبتها و تحركت سريعا، كم كان يرغب ان  أن تقف معه ولو للحظه، صعد الي السيارة يضرب الباب بقوة يكره هذا الشعور الذي يشعر به الآن

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

طوال الثلاثة أيام السابقة لم تتوقف فيهم سوسن علن اقناعها
لحضور الحفل ولم تجد مخرج من ذلك الأمر سوى الموافقة و وقتها كذبت علي خالد وأخبرته أنها ذاهبة إلي تسنيم لأنها تعلم جيداً أنه لن يوافق واعتمدت أنه سوف يكون في الشركة ولن يحدثها، تجهزت وأخبرت والدها أنها ذاهبه الي صديقتها قليلاً ووافق علي وعد أن لا تتأخر، وصلت إلي المنزل وجدت الحفل قد بدأ والكثير من الناس قد حضروا، استقبلتها سوسن بسعادة لأنها حضرت :

- كنت خايفة اوي متجيش ، تعالي لما اعرفك علي شروق

تحركت حياة بجانبها وكانت متعجبة مما تراه سواء الموسيقي الصاخبة و المشروبات الغريبة التي يشربوها، أو الفساتين العارية التي ترتديها الفتيات ، وجدت شروق تقف عند البار و بجانبها أحد الشباب، عرفتها سوسن عليها، رحبت شروق بها وهي تعطيها كأس صغير به مشروب أصفر لا تعرفه حياة وهي تقول :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن