اقتباس

1.7K 91 16
                                    

اقتباس

بمناسبه أن بفصل بكرا هنكون وصلنا لنص الرواية وبجد فرحانه جدا انها عجبتكم ومتفاعلين معاها كده، فقولت مكافاه ليكم اقتباس بسيط كده، وكمان حبه اسمع راي كل واحد فيكم في كل شخصيه في الرواية وسلبيات والايجابيات لغاية دلوقتي

::::::::::::::::::::::::::::::::::::

بعد أن عاد جاسر الي المنزل وعادت والدته أيضا بعد أن اطمأنت علي حال تسنيم قرر هو ترك المنزل لفتره فهو حتى الان ورغم مسامحه جاسر له لا يمتلك الجراءة للعيش معه في مكان واحد، لم يكن يملك أحد يلجأ إليه غيرها هي وخاله، ولم تخيب ظنه أبدا وجهزت له مكان ليعيش في وهو منزل والدها القديم الذي كانت تفتحه من وقت لآخر تقوم بتنضيفه ويقع في العمارة التي بجانب العمارة التي تسكن بها رغم أنه لم يقل أي شئ أو سبب تركه للمنزل وهذا ما استغربه خالها  عندما طلب مساعدتهم ولكن فضل تركه على راحته الان

وافق علي العيش في منزل والدها وصل إلي العنوان الذي وصفته له وجدها عماره علي الطراز القديم ولكن جميلة لا تختلف عن عمارة آلاء في شئ، صعد الي الدور الثالث حيث تقع الشقه وجد الباب مفتوح وهي بالداخل مع سيده عجوز يبدو أنها الخادمه التي احضرتها، دخل الي المنزل بهدوء وهو يسعل ليلفت انتباه وقد نجح في ذلك، تأكدت آلاء من وضع نقابها ومن ثم التفتت اليه ترحب به وهي تقول :

- تعال ادخل يا مراد، ادخلي أنتِ يا صفاء خلصي الاوضه الي جوه  وتعالي

اومأت لها صفاء وتوجهت الي غرفة الصالون حتى تنضفها ودخل مراد ينقل عينيه بين أرجاء المنزل يكتشف معالمه  الجميلة والتي لا تختلف في شئ عن المنزل الاخر سوى في الاثاث حتى ثُبت نظره علي ذلك الحائط الملئ بالصور، تحرك ناحيته يتأمل كل صوره منهم وكان معظهم يضم الاء في مراحل عمرية مختلفة حتى وهي في هذا السن، وقفت الاء بجانبه بعد أن تركت الباب مفتوح تقول بهدوء وهي تنظر لكل صوره :

- بابا كان متعود أن كل مناسبه نتصور صوره ويعلقها علي الحيطه هنا، سواء نجحت، أو خروجه، أو عيد ميلادي، حتى بعد ما توفي أنا بقيت بعمل كده وكل مناسبه اعدي بيها ببقي حريصه أن أتصور فيها واجي احط الصوره هنا

تأثر مراد بحديثها بعض الشئ ومن ثم تقدم ناحيه الصور، كانت اول صوره وهي في عمر العام ووالدها يحملها، وآخره وهي في عمر العامين و كانت تتطفئ شمعه عيد مولدها المكتوبه برقم اثنان، وآخره مع خالها وكانت ترتدي وقتها النقاب وعلى مايبدو أنه اليوم الأول به، وقعت عينيه على صورة تخرجها و صوره اول يوم عمل و عيد مولدها السابق و الذي يسبقه، كانت تلك الصور هي الصور الوحيده التي كان ينضم فيها شخص إليها غير خالها ووالدها، هذا الشخص كان هو، لا يفهم لما وضعت الصور التي يشاركها فيها رغم أنها في تلك الأيام تصورت بمفردها يتذكر جيدا أن في الثلاث مناسبات تلك هو من اصر التقاط صوره معها مثلما التقطت مع الجميع، لاحظت علمان الاندهاش التي على وجهه وايضا الحيرة في نفس الوقت، إجابته الاء علي هذا السؤال الذي كان في عينيه و هي تحمل أحد الصور  :

- الصوره دي كانت يوم التخرج كان اكتر يوم مبسوطه في من قلبي علشان خلصت الجامعة وحققت حلم خالي و في نفس الوقت انت وقتها مكنتش عارف تيجي بس في الاخر عرفت وجيت واحتفلنا بالتخرج، كان أول مره احس فيها بقلبي بيدق بجد، اول مره احس فيها أن ...

اسكتت لسانها في اخر لحظه لأنها تعلم أنه لا يحق لها هذا الاعتراف، لماذا تعترف لشخص لا يعتبرها أكثر من اخت، وفوق ذلك تعلم جيدا أنه لا يوجد اي مشاعر اتجاها، والسبب الأكبر هو خوفها المسيطر عليها منعها من ذلك

كانت علي وشك التحرك ولكن منعها وهو يقوم بحركه اقل ما يقال انها جريئه وأمسك كف يدها يكمل ما كانت تنوي قوله :

- كانت أول مره تحسي انك بتحبيني، مش كده يا آلاء

بمجرد أن أمسك كف يدها انتفض جسدها خوفه وارتباكه فهي لم تتوقع ذلك أبدا، لم تملك الجراءه لنظر إليه وظلت معطيه ايه ظهرها و حاولت أن تسحب كف يدها من يده ولكن فشلت في ذلك، أعادها مراد حتى وقف أمامه و لايزال ممسكه بيديها ولكنها كانت تخفض رأسها لا تريد ان تنظر إليه خاصة الآن وهو يعلم بمشاعرها بهذا الموضوح، تحدث مراد محاوله جعلها أن تنظر إليه :

- بصيلي يا آلاء، عايز ابص في عينيك، علشان خاطري بصيلي

استطاعت أن تميز في نبره صوته التوسل وايضا الاختناق كأنه يحمل هم كبير بداخله، رفعت أنظارها إليه وجدته علي وشك البكاء فانقبض قلبها خوفه عليه لما يبدو بهذي الحاله السيئه، ترك يدها عندما أدرك فعلته وتراجع خطوتين للخلف حتى لا يضايقها

كانت على أن تسأل عن سبب حزنه ولكنه لم يعطيها الفرصة لسؤاله و هتف بدون مقدمات يلقي بكل ما بداخله مره واحده لا يعرف لما أخبرها بكل ما حدث معه الفتره السابقة يمكن لانه كان يريد من يسمعه من يشاركه هذا الحزن و الهم الكبير ولم يجد انسب منها، ظلت تستمع إليه تحاول استيعاب ما فعله لا تنكر أنها تعاطفت معه ولكن في الوقت ذاته تشعر بالاشمئزاز منه ومن ما فعله، وجدت يصمت للحظات قبل أن يكمل حديثة بنبره مختنقه  :

- أنا كنت تايهه يا آلاء عملت حاجه مش هقدر اسامح نفسي عليها أبدا وعارف أن جاسر مش هينسي الي انا عملته، مش عارف أن لي قولتلك يمكن علشان مش عايزك تبقي بتحبي وتتعلقي بواحد زي غدر بأقرب الناس لي، أو يمكن علشان ملقتش غيرك هيفهمني، ساعديني يا آلاء، ساعديني اخرج من المتاهه دي، ممكن

ظلت صامته لا تجد ما تقوله هي الان بين نارين بين مراد صديقها المقرب، وبين مراد حبيبها الذي كان يحب زوجه أخيها، أو كان يعتقد أنه يحبها، حقا لا تعرف أين الحقيقة و لا تعرف ماذا تفعل، لما صارحها بهذا الأمر لما لم يتركها تعيش في وهم أنها من الممكن أن تكون في يوم ما معه و ملكه هو فقط، الان هي حقا لا ترغب النظر في وجهه حتى، ابتعدت عنه أكثر لا ترغب في النظر إليه حتى، تفهم مراد فعلتها وان لديها كامل الحق حتى في مقاطعته وعدم التحدث معه مره آخره، ولكن ما قالته كان عكس ذلك تماما :

- هساعدك يا مراد، هساعدك بواجب العشره والصحوبيه وبس

رائع يبدو أنه خسر حبها مثلما خسر صديقه طفولته و أخيه ما الذي تبقي لم تخسره يا مراد بعد، حرك رأسه موافقه علي ذلك وسالها عن الغرفة التي سيقيم فيها فارشدته الي غرفة كانت لزوار سابقة، حمل حقيبته ودخل الي تلك الغرفة ولم يخرج منها الاه عندما رحلت

::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن