الفصل الثاني و الاربعين ( القبل الاخير )

2.7K 178 54
                                    

الفصل الثاني والأربعين

بعد ليلة طويلة مثيرة مليئة بالاحداث الصادمة للجميع سواء كانت آلاء والتي أصيبت بانهيار عصبي وأحضر لها حسين الطبيب واعطاها حقنة مهدئة نائمة على أثرها حتى الآن ، أما سلطان فجسده خانه ولم يتحمل ما حدث بعدما عرف قاتل ابنته و أيضاً تأكد أن اتهامات آلاء لعزام في الماضي صحيحة وأنه خان الأمانة التي تركتها صفاء ومثلما قال مراد بالتأكيد هي لن تسامحه على ما حدث لابنتها وأصبح راقداً على الفراش ، نقل عزام كذلك للمشفى للعلاج من جروحه وكسور يده والتي لم تكن بالهينة وتحتاج شهور حتى تشفى ، كانت ليلة عاصفة كشفت الحقائق للجميع وجعلت توفيق يفيق من غفلته و يدرك أن زوجته هي أساس كل المصائب ، رغم أنه كان يعلم ذلك و لكن كان يتجاهل الأمر حتى تسير المركب ومن أجل أولاده والتي جعتلهم نسخة أسوأ طبعاً منها

أخبر أخيه أن يستعد حتى يعودوا إلي القاهرة اليوم فقد انتهت مهمتهم هنا وأخبر الحج حسين كذلك أنه يريد تنازل من حسان عن نصيب آلاء في البيت و أيضاً نصيب مراثها عن والدتها في أقرب وقت ، أخبره حسين أنه سيهتم بتلك الأمور وأنه سوف يحلها في أقرب وقت

في غرفتها ظل جالساً بجانبها لم يغفو للحظة واحدة خوفاً من أن تستيقظ في أي وقت ، ترك الحزن والبكاء أثراً واضحاً على ملامحها الشاحبة وجسدها الضعيف الذي لم يتحمل الأمر ، ولا يلومها فلا يوجد اي إنسان يستطيع أن يتحمل كل ما مرت به خاصة بعد ما عرفته بالأمس ، قرر أن يكون بجانبها أكثر الفترة القادمة حتى تقدر على النهوض من جديد من تلك الأزمة وأن يعوضها عن كل ما رأت في تلك الحياة التي كانت قاسية وظالمة معها

بدأت تتململ في نومتها وتحاول فتح عينيها ولكن لم تقدر بسبب ذلك الصداع الذي هاجم رأسها ، حاولت مرة بعد آخرى حتى نجحت في ذلك وواجهت أشعة الشمس القادمة من النافذة المفتوحة ، حركتها في أرجاء الغرفة حتى وقعت على ذلك الجالس بجانبها يراقبها في صمت حتى تستعيد كامل وعيها وتسمعه صوتها حتى يستريح قلبه ، ظلت تتطالعه للحظات بملامح خاوية من اي حياة واي تعبير كأنها تتعرف عليه من البداية حتى نطقت بجملة واحدة :

- صباح الخير

التقط أنفاسه أخيراً بعدما استمع لصوتها فالطبيب أخبره أنها كان من الممكن أن تفقد النطق لفترة بسبب تلك الصدمة وهتف بهدوء :

- صباح النور ، طمنيني عليكِ حاسه بأيه

- الحمد لله كويسة يا مراد متقلقش عليا ، عايزه بس اقوم علشان اغير هدومي

امسك كف يدها ساعدها على النهوض متوجهاً بها إلي المرحاض وهو يقول :

- أنا جهزت الشنط وكل حاجة ، اجهزي أنتِ وتفطري وبعدين هنرجع القاهرة

التفتت برأسها ناحيته قبل دخولها المرحاض وهتفت بنبرة غلفها الحزن :

- ماشي ، بس قبل ما نرجع عايزه اروح أشوف بابا وماما يا مراد ، ممكن

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن