لعنة الاشقر الشهواني ١

174 17 17
                                    

٤

الساعة الثالثة فجراً، اثناء نوم غادة، سمعت طرقاً على باب المنزل في هذه الساعة المتأخرة. نهضت مستيقظة بقلق، خرجت من غرفتها وما زال الطرق مستمر، اقتربت بركبتنا ترتعد ونظرت من عين الباب، لكنها لم تتمكن من تمييز من يقف خلفه بسبب الظلام، فقررت أن تسكت وتبتعد لتقنع الطارق الا يوجد أحد في البيت.
 

_أنا عارفة إنك ورا الباب يا غادة، افتحي وإلا هكسر الباب... وأنا اقدر على فكرة.

انتفضت غادة وفتحت الباب بسرعة وهي تقول مصدومة:

_هو إنتِ؟

دخلت الفتاة ولاحظت غادة أن ملابسها بها دماء، فقالت وهي مرعوبة:

_إنتِ عملتِ إيه؟؟؟ إنتِ هربانة منه؟

_أنا مبهربش من حد... أنا جيتلك لأني تعبت من اللف والمشي ونفسي استقر ولو ساعتين حتى.

صمتت غادة وخلعت الفتاة ملابسها وهي تقول:

_الحمام فين؟ عايزة أستحمى.

_ا...اللي في الوش دا.

_طب ابقي طلعيلي هدوم من عندك وهاخد الهدوم دي هغسلها وأول ما ينشفوا هاخدهم، متقلقيش.

_حاضر....

حين دخلت الفتاة الحمام ولاحظت أن هناك حوض استحمام، تحولت ملامحها تماماً واتسعت عينيها وابتسمت بحماس مثل الأطفال:

_الله!! دا بانيو؟؟

_أ.. أيوة؟

_ينفع أقعد فيه؟؟ ينفع؟؟

_أكيد طبعاً، استني هملاهولك.

سُرّت الفتاة بشدة وابتسمت ابتسامة عريضة لتندهش غادة من سعادتها الكبيرة على شيء بسيط هكذا، ولكن ما جعلها تندهش أكثر هو أن ابتسامتها كانت رائعة، فقالت:

_إنتِ ضحكتك حلوة أوي...

نظرت الفتاة لغادة بدهشة وهي تقول:

_إيه دا بجد؟؟ ضحكتي حلوة فعلاً؟

_آه والله.

ازدادت ابتسامتها والتفت للمرآة وهي تضحك، ولكن حين نظرت لوجهها اختفت ابتسامتها وظلت تحدق في نفسها، فكلما تنظر إلى ملامحها ووجهها، وشعرها، وعينها، وكل شيء فيها، تمتعض وتحتدم كما لو كانت تنظر لعدو لدود. التفتت بسرعة وهي منزعجة لتقول غادة:

_في إيه يا بنتي، والله إنتِ جميلة.

_بس بقى... ما بحبش أبص لنفسي... أنا مش جميلة، و... وامليلي البانيو لو سمحتي، معرفش بيشتغل إزاي دا.

_حاضر.

أثناء ما كانت غادة تملؤه، كانت الفتاة تنظر حولها، كان الحمام واسعاً ولامعاً وجميلاً، فقالت لغادة:

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن