ماضي مصطفى (الافراج) ٣

78 12 42
                                    

٢٩

بعد مرور سبعة أيام على جلوس مصطفى في الغرفة الانفرادية، دخلوا عليه فجأة وجعلوه يرتدي ملابس معينة، وغطوا عينيه بعصبة وأخرجوه وهم ممسكين به لأنه كان غير قادر على المشي، فحالته كانت اشبه بحاله الجثث تقريبًا.

جعلوه يركب السيارة ذاتها وقال هنا بصوت خافت ضعيف:

_خلاص... هترجعوني البيت.

_أخرس يا ****، بيت إيه... انسى البيت ده خالص.

_أمال أنتم مودييني على فين؟

صفع الضابط مصطفى صفعة قوية وهو يسكته، فسكت مصطفى. وصلوا إلى مبنى آخر، وجعلوه يخلع قميصه وأدخلوه زنزانة بها شباب آخرون مثله، كانوا متجمعين في ركن معين بينما في ركن آخر كان يرى البراز والبول. وحين لاحظ أحدهم أن مصطفى ينظر إلى هذا المكان قال:

_متقرفش... إحنا والله ولاد ناس ونضاف... بس هما بيجبرونا نعمل كده قدام بعضنا... واللي بيرفض بيتعذب.

اقترب مصطفى منهم وجلس بجانبهم ليسأل الشاب:

_جاي في إيه؟

_معرفش..بتهيألي عشان اعترضت ان الرئيس الجديد سمح ببيع الناس.

_يابختك...

_يابختي؟

_على الأقل عارف أنت جاي في إيه... أنا لحد دلوقتي مش عارف أنا هنا ليه...

صمت مصطفى، وبعد ما يقارب الربع ساعة من السكون الخارجي والمصارعة القاتله الداخلية بداخل رأسه وامعائه، فُتِح الباب بعنف جعلهم ينتفضون ونادوا على اسمه من الخارج، كانوا رجالًا آخرين مختلفين عن الذين أتوا به إلى هنا.

_أ... أيوة؟

_يلا عشان تروح التشريفة.

_تشريفة؟

جاء اثنان وأمسكوه بقوة، وكان يقاوم، وبدأوا يسحبونه على الأرض وهو يصرخ ليترجاهم ان يتركوه إلى أن أدخلوه زنزانة انفرادية اخرى وأمرواه بخلع ملابسه مجددًا، فصرخ فيهم واعترض، ليتجمع عليه ثلاثة رجال وبعصيان خشبية قوية بدأوا يضربونه، والرابع جعله يخلع ملابسه تمامًا بالإكراه.

كبلوه من الخلف وربطوا أسلاكًا على مناطق جسده الحساسة وبدأوا يكهربونه وهو يتلوي على الارض، وكلما صرخ من الألم كانوا يضربونه بعصا حديدية منصهرة التي اثار حروقها ما زالت على جسده حتى الآن.

كان مصطفى يحاول ألا يصرخ لكي لا يتم ضربه بتلك العصا المنصهرة، كلما يكهربونه كان يجز على اسنانه وهو يئن ولكن الأمر كان مستحيلاً، فهم يكهربونه في منطقة حساسة، والألم كان كالجحيم بل اشد جحيما منه. كانوا يهددونه إذا ظل يصرخ سيقومون بهتك عرضه...ولكنه استمر في الصراخ دون ارادته للأسف.

توقفوا الرجال، واقترب أحدهم ونزع الاسلاك من جسده، وبدأ مصطفى بالبكاء الهيستيري، وقرروا ان يفعلوا ما وعدوه به...وبعصا خشبية، فطرق التعذيب تلك هي الأشهر في كل معتقلات العالم.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن