دردشة مع المؤنسة الجميلة ١

91 15 44
                                    

١٥

قرابة المغرب، انتهى نوح من مجموعة من مجموعاته، وكعادته خرج من القاعة ليتجه لغرفة المساعدين ويرتاح قليلًا، وحين دخل الغرفة وجد غادة جالسة. رسمت على وجهه ابتسامة عريضة فور رؤيتها له، وبادلته نفس الابتسامة، ثم جاءت إليه وهي تقول:

_شكرًا بجد يا نوح أنك عجلت بالموضوع كده.

_موضوع إيه يا حبيبتي؟

_أنت مش جايلي بكرة تتقدم؟

_أنا جاييلك بكرة؟

_أيوة، بابا اتصل بعمتو وقالها هتيجي بكرة وحدد معاد الفرح كمان. قال هيعمله كله بفلوسه وهييجي يجوزني كمان. أنت إزاي أقنعته بكل ده؟

ظل نوح يحدق فيها بإندهاش وهو لا يفهم ماذا حدث فجأة فقال:

_الفرح كله هيبقى عليه هو؟

_أيوة، وقال إنه هيكلمك بعد ما تتقدملي برضو. أنت مش تعرفش؟ هو أبويا خطط لوحده ولا إيه؟

_شكله كده.

_طب... ده يناسبك ولا نأجل الموضوع؟

_لا طبعًا يا حبيبتي، يناسبني. أنا كنت مخطط أكلمه تاني أصلاً.

سعدت بشدة وكانت تريد احتضانه من سعادتها.

_أخيرًا، أخيرًا هخلص منهم. الحمد لله، يارب.

ضحك نوح وقال:

_إنتِ خلصتي شغلك؟

_أيوة، ومش عايزة أروح لهم. عايزة أقعد معاك شوية وتبقى توصلني.

_أصل أنا لسالي مجموعتين يا حبيبتي... هتستني أربع ساعات؟

_إيه ده، مش كنت بتخلص بدري؟

_أيام وأيام.

_خلاص هستناك... ولا أقولك؟ ينفع أدخل أتفرج عليك؟

صمت نوح قليلاً وهو متردد، ثم قال:

_هو عادي بس... أنا مبثقش في العيال دول، مش عايزهم يبصولك بصات كده... وإنتِ بصراحة جميلة أوي... فإنتِ تخشي تقعدي ورا خالص عشان أعرف مين اللي هيلف يبصلك عشان أقطم رقبته وكده.

ضحكت وقالت:

_ماشي.

_تعالي ادخلي والمجموعة دي بتخرج كده اتسحبي وسطيهم واقعدي في الآخر، هتلاقي كرسي بعيد عن المدرجات، اقعدي عليه.

_طب استني، أروح أجيب حاجة حلوة بقى عشان القعدة هتطول.

مر ما يقارب الساعة، ومن عادة نوح أنه يشرح جزءًا من الدرس ثم يعطي مسألة لكي تحلها المجموعة، وفي ذلك الوقت يجلس نوح ويرتاح قليلاً.

حين أعطاهم المسألة لم يخرج ليجلس في غرفة المساعدين كالعادة، بل صعد وذهب خلف المدرجات حيث كانت غادة جالسة. قامت غادة له لكي يجلس ويرتاح فقال لها:

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن