قمة العبث ١

65 10 107
                                    

٤٨

قبيل فجر اليوم التالي، يصحو عصام من نومه مقلقًا، وقرر أن يقوم إلى الحمام ثم يعود ليكمل نومه. فور ان خرج من الحمام، قرر أن يذهب إلى غرفة أحمد ابنه، التي تبيت فيها علا، فقط ليطمئن عليها.

ولكنه وجدها جالسة على المائدة، وحولها كل بيانات وأوراق أولاده التي أعطاها له نور. قال عصام بضيق:

_مش هتبطلي تفتشي في مكتبي بقى؟

_لا، مش هبطل.

تبسم عصام وجلس بجانبها وهو يقول:

_ماشي يا ستّي براحتك.

_إزاي ماتقوليش على الملف ده؟

_عشان ماكنتش عايز.

_إنت شوفته؟

_لا، مفتحتهوش من ساعة ما أخدته.

_طب ياريت تشوفه معايا.

التقط عصام ورقة وكانت لابن من أبنائه، بها بياناته كلها وصوره صغيرة له، وعقد ما بين حاجبيه بنفور شديد فور أن رأى سبب الوفاة:

سبب الوفاة: تجربة زرع قلبين.

ابتلع لعابه والتقط بسرعة الورقة التالية، وكانت لفتاة ابنته وسبب الوفاة فيها:

سبب الوفاة: عسر ولادة وإجهاض.

قال عصام، ونبرته تهتز من شدة غضبه:

_هو إيه ده؟ هم كانوا فين وحصلهم إيه؟

قالت علا في همّ:

_معرفش بجد، شوف الوشم اللي تحت عينيهم، وشم مشترك... أكنهم كانوا في عصابة مثلاً.

ظل عصام يتنقل بين الورقة والأخرى وهو يقرأ أسباب الوفاة بأسى وحسرة شديدة، إلى أن توقف وضرب الورق بالطاولة وهو يبعد أنظاره. لتضع علا يدها على منكبه، وهي تربت عليه، وتقول:

_مكنتش تعرف إنهم كلهم ميتين؟

_كنت أعرف... بس مش بالطريقة دي.

_هما ٤٤ بس مش ٤٥، فأظن في واحد منهم لسه موجود في مصر، غير ابنك أحمد طبعًا.

_طب وده هلاقيه إزاي؟

صمتت علا في حيرة وهي تفكر:

_الموضوع هيبقى صعب... بس مش مستحيل.

لملم عصام الأوراق ودسّهم في الملف وهو يقول:

_ياريت ما تشوفيش الملف ده تاني.

دار صمت بينهما برهة، ثم قالت لكي تغير من حدة مشاعره:

_مش أنا متقدملي تلات عرسان؟

نظر إليها وقد ابتسم وهو يقول:

_بس؟

_شايفهم قليلين؟

_جدًّا، يعني واحدة في جمالك أقل حاجة تلاتين راجل اللي يتقدملك.

ضحكت علا ثم أضافت:

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن