عودة المحبوبة

130 12 97
                                    

٤٧

~أظن لو قلت لها خليكي معايا عشان محتاجك ما كانش كل دا حصل.

نعود للزمن الحالي، قبل أن تتجرع غادة السم، كان نوح يضرب رأسه لكي يوقف حديث مايا إليه وهو يصرخ:

_بس اسكت بقا، اسكت اسكت.

~غادة في خطر يا نوح، ياريت تفوق الجنون اللي إنت فيه دا.

كان يسير بعنف ذهابًا وإيابًا رغبة في الهرب من كل شيء، وهنا رأى مايا في انعكاسه بالمرآة بالصالة ليمسك بمزهرية ويرميها على المرآة لتتكسر مئة قطعة.

~متنساش يا نوح إن غادة مش زيهم، حاول تلحقها، متنساش إنك وعدتها إنك مش هتكون زيهم، متنساش وشها اللي كان مضروب يوم ما اتقدمت لها.

جلس نوح على الأريكة وهو يضرب رأسه ويصرخ لإسكات مايا:

~متنساش أمك يا نوح، متنساش أنت عملت فيها إيه، متنساش إنك وعدت نفسك إنك هتبقى أحسن عشانها.

فور أن أتى مايا بذلك الحديث توقف نوح، وتذكر أمه بالفعل، تذكر كل المفاسد التي كان يفعلها، وفي هذه اللحظة بدأ ضميره يحدثه وليس مايا.

لا تكمل يا نوح في هذا الطريق واكبح نفسك، عد كما كنت، لا تكن كما كنت مع أمك يا نوح.

حين تذكر نوح أمه شعر أنه استفاق من تلك الحالة العنيفة التي كان يعيشها، تذكر كم كان يقسى عليها وهي لا ذنب لها، تمامًا كغادة.

~نوح، أنا مش سامع صوت قلب غادة.

_إيه؟!

~غادة قلبها وقف، روح الحقها!

وثب نوح مسرعًا متجهًا إلى غرفته، وفور أن فتحها وجد غادة ممددة أرضًا ليقدم عليها بفزع وهو يحاول إيقاظها صائحًا بذعر:

_غادة، اصحي يا غادة، مالك يا حبيبتي، غادة فوقي يا غادة.

ظل يصفعها صفعات متتالية ويهز جسدها بعنف، ولكن دون فائدة، كانت كالدمى لا روح لها. وضع أذنه على صدرها ليتأكد بالفعل أنه لا نبض لقلبها، ازدادت أنفاسه هلعًا وانهالت عيناه بالدموع، ولم يطل الأمر لأنه حملها وسرعان ما وضعها في سيارته منطلقًا لأقرب مستشفى.

وصل للمشفى وهو يصيح مستنجدًا بهم لإنقاذها، أدخلوها غرفة الإنعاش، وهو يراهم الآن يحاولون إنعاشها بكل جهد. مثل تلك المواقف العسيرة تكون مرعبة وموترة لأبعد حد ممكن على الطواقم الطبية وليس على أهل الضحية فقط.

أتى لنوح شعور مفاجئ بالنعاس غير المبرر، شعور لم يستطع مقاومته، وكل ما فعله أنه استند بالحائط ونزل بركبتيه بهدوء ثم أغمض عينيه غافيًا بعمق.

                          **********

وجد نفسه في غرفة الألعاب ذاتها، وسرعان ما استوعب أنه حلم لإنقاذ غادة. ظل يسرع بالالتفات حوله وهو يشيع بصره في كل مكان، إلى أن لاحظ الكرة اللينة المخصصة للضغط عليها لإفراغ التوتر أو ما شابه.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن