٤٦
في منطقة دارين الواقعة بين أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، والمعروفة بـ (The Darién Gap).
يسير رجلان أجنبيان في إحدى المباني وكانا يحدثان بعضهما.
_لمَ لم يأخذهم البريطانيون إليهم؟
رد الرجل الآخر:
_نظرًا لوجود تكدس شديد من اللاجئين ومن تم بيعهم، فهم أخذوا معظم من في الشرق الأوسط. لم يعد يوجد مكان متاح سوى في روسيا ودارين غاب.
حسنًا، لا يهم، فهم يقومون ببناء مبانٍ جديدة على أي حال. إذن، فالمجموعة الجديدة هم لاجئون، أليس كذلك؟
_نعم.
_رائع، اللاجئون هم نوعي المفضل.
منذ ثلاث عشرة سنة، يقع إبراهيم ومن معه تحت قبضة الأنجليز الذي ارسلوهم للأمريكان، وهم في جوف المحيط. وضعوهم في غرفة ضيقة في المركب متجهين إلى منطقة دارين.
كانت قطعة من القماش حول أعينهم ومكبلين الأيدي والأرجل، لذا لم يروا المكان الذي دخلوه منذ بداية الطريق.
بعدما أقروا بأسمائهم، دخلوا قاعة بها كثير من الشباب والشابات والأطفال، المكبلين منهم والمكبلات. وفي منتصف القاعة، ما يقارب العشرين موظفًا يقومون برسم وشم معين على وجوههم.
يوجد الكثير من الأطفال يعولون بقوة.
_عايزة ماما! أنا فين؟ ماما فين؟
_أنا خايف، أنا خايف! بدي أمي، بدي أمي.
_وين إحنا يا عمو؟ مشان الله قولي إيش هاد المكان يا عمو؟
نظر الشاب الذي كان بجانب ذلك الطفل وهو يجيبه بأسى بلهجته السورية:
_والله ما بعرف يا حبيبي، ما بعرف...
كانت عظام إبراهيم تتقفقف من شدة صدمته وخوفه من ذلك المكان، لا يعرف أين هو ولماذا. جميع اللهجات العربية من حوله، والهلع يسيطر على الحاضرين. ولماذا يوجد أطفال وحدهم؟
هنا دخل رجل أمريكي وهو يصرخ على الموظفين الذين يقومون بعمل الوشوم:
_لماذا لا تسكتوا الأطفال؟
فجأة، تشنجت أجساد العشرين موظفًا وسقطوا أرضًا، يصيحون بألم قوي، ليلاحظ إبراهيم الطوق الذي كان حول عنقهم، والذي بدا أنه يبث الكهرباء في أجسادهم، ثم تقدم ذلك الرجل مخرجًا مسدس من حزامه واطلق على الاطفال وفور قتلهم بالرصاص صرخ الحاضرين وشهقوا هلعًا ليصرخ الرجل وهو يتحدث العربية بلهجة اعجبية:
_هذا مصير كل من يبكي وينوح، لا أريد أن أسمع أي صوت منكم أيها العبيد!
أشار إلى أحد الموظفين بأخذ جثث الأطفال، فتقدم اثنان تحت كل عين منهما وشم، واعيناهما تفيض بالفزع والحسرة المكتومة وهما يحملان جثث الأطفال، ثم يخرجان من القاعة. بعدها، يقول الرجل وهو يلوح بسلاحه:
أنت تقرأ
سوق الأنام: لعنة النجوم السبعة
Mystery / Thrillerفي المستقبل، حيث يزداد العالم وحشية وبرودًا، أصبح بيع الناس قانونيًا بشكل رسمي حول العالم. استجابت الشعوب لهذا الأمر وبدأ معظم العائلات في بيع فرد أو اثنين أو أكثر من أهلهم، دون معرفة المكان الذي يشتريهم. يعيش نوح في هذا الزمن وهو يعاني من الوحدة وا...