هو يعلم اكثر من اللازم ١

87 12 155
                                    

٣٨

إنه يوم محاكمة نوح.

هم حالياً في قاعة المحكمة جميعًا متجمعين، ونرى غادة ممسكة بيدها قارورة السم الصغيرة التي أعطتها إياها هاجر. 
بمجرز أن يقول عصام شهادته ويقول حقيقتها ويعلم نوح بذلك... ستشرب السم لأنها لن تتحمل أن تواجه فراق نوح.

غادة، نجلاء، سليم، علا، عصام، عمر، شيماء، رحمة، علاء، أشرف، رشا ورفعت... كلهم ​​حاضرون في المحكمة، كما نور الصاوي، وبجانبهم أسرة الضحية.

دخل نوح القفص وأول من وقعت عيناه عليه كانت غادة، تبادلا النظرات فإبتسم لها ابتسامة لطيفة ولكنها كانت عابسة لم تبتسم والدموع كانت متحجرة على عينيها، فأشار لها بأن تطمئن وتبتسم، رغم ان نوح اكثرها توتر ورهبةً الا انه يريد ان يبث الطمأنينة فيها بالتبسم لها، فإن اطمأنت اطمأن، ولكنها لم تستطيع ولا يزال وجهها عابسًا.

وقعت عينا نوح على رفعت لتختفي ابتسامته فجأة وهو يحدق فيه... والغريب أن وجهه كان سليمًا تمامًا، ولاحظ وجود نور أيضًا.

هنا أتى عمر ومصطفى وسليم إليه ليحدثونه ويطمئنوه، وقال مصطفى:

_ازيك يا نوح أخبارك إيه؟

_الحمد لله يا مصطفى مستنيك تطلعني.

ابتسم مصطفى ابتسامته اللطيفة وهو يقول:

_انت كدة كدة طالع متقلقش.

قال عمر:

_انت كويس يا نوح؟

_والله يا عمر مش عارف... أنا مبقتش فاهم أنا بشوف إيه والله.

ثم قال وهو يطلق نظره على نور:

_سليم، هو عصام اتكلم معاك عن اللي هناك ده؟

_لا، مين ده؟

_ده أخونا الأخير نور... حاول تسأل عصام عليه لأني قولتله يتأكد من الموضوع.

_متأكد إنه هو أخونا؟

_بنسبة ٩٠٪.

_ماشي هبقى أتأكد عنه.

دخل القاضي وبدأت المحاكمة، وبدأ المدعي العام بحديثه الذي كان كله ضد نوح بالطبع. وقد ثبت من خلال الأبحاث العلمية أن جلد الإنسان مرن في الأصل، ومع وجود العضلات والأنسجة واللحم مع الفقرات لهو من سابع المستحيلات أن يتم قطع رقبة إنسان بتلك الطريقة، ففزيائيًا ومنطقيًا القضية هي قتل عمد.

حين انتهى المدعي العام حديثه أتى دور مصطفى بالمرافعة.

حديثه في المحكمة كمحامي يختلف تمامًا عن حديثه في المحاضرات، لغة جسده وفصاحة لسانه وذكائه في اختيار اللغة وإقناع الجالسين كانوا في مستوى آخر.

اندمج معه الجالس وصدقه لما له من هيبة ووقار شديد. بل كانت أدلته قوية وسليمة، وأجاب على كل نقطة أسردها المدعي العام. وكانت نجلاء تحدق به بإعجاب غليظ، وكأنها تنظر إلى أعظم مخلوق في العالم.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن