نِلت ما كنت تتمناه ١

113 10 113
                                    

٥٤

في فجر اليوم التالي، يوم الجمعة، قبل انبلاج الشمس مع عتمة السماء، بطريقة ما وصلت هاجر إلى منزل يوسف إمام، تتسلل إلى داخل حديقته محاولةً اقتحام المنزل.

إنها ماهرة في كل ما هو غير قانوني، دخلت المنزل بسهولة وبدأت في البحث عن مختبره، تسير بخطوات حذرة وخفيفة، تتلفت يمينًا ويسارًا برفق منعًا لإيقاظ نور الصاوي، فهي تعلم أنه يسكن هنا.

أثناء سيرها بين ظلمات البيت التي لم تدم، فقد تمت إضاءته فجأة، ويليها نور يقول:

_مكانش ليها لازمة فيلم جيمس بوند اللي عملته دا.

انتفضت هاجر ورفعت رأسها لمصدر صوته لتجده يطل عليها من الطابق الثاني.

_لو خبطتي الباب وقولتيلي عن اللي انتِ عايزاه كنت دخلتك عادي.

_مكنتش عايزة أزعجك.

_لا يا شيخة؟

نزل نور إليها وهو يقول:

_مكنتيش عايزة تقلقيني؟ ولا انتِ مش مطمئنة مني؟ ولا انتِ اتعودتي على التخفي وأنك تستخبي من أي حاجة وتتسللي في أنصاف الليالي؟ متعودتيش تدخلي من الباب أبدًا ولا تدقي الجرس خالص؟

ظلت هاجر صامتة تحدق فيه، لا تعلم لماذا، ولكن وجوده يشعرها بكتمة في صدرها وضيق شديد، ولا تطيق أن تجلس معه أكثر. وفعل ما لم تتوقعه، بسط ذراعيه وهو يقول بنبرة لينة تفيض بالحنية الغريبة:

_وحشاني.

_وحشتك إيه؟ إحنا أول مرة نشوف بعض.

_إيه، مش هتحضني أخوكي؟

_لا، مش هحضن أخويا.

أنزل ذراعيه وهو يقول:

_طيب، قوليلي جاية ليه وأنا هساعدك.

سكتت هاجر في تردد ثم قالت:

_أنا عارفة أن يوسف ابتكر أجهزة تعقب بتخش الجسم... عايزة واحدة منهم لفريدة.

صمت نور قليلاً وهو يفكر ثم قال:

_طيب تعالي معايا.

نزل بها إلى المختبر تحت الأرض ودخلا غرفة مليئة بالأجهزة الكهربائية المكتمل منها وغير المكتمل. ولاحظت من بين الأجهزة ذراعًا تمامًا كذراع عصام الآلية، لتقول:

_هو عصام شاري دراعه من يوسف ولا إيه؟

_عصام ميعرفش إن دي بتاعت يوسف، بس يوسف جبهاله هدية بشكل غير مباشر.

فتح أحد الأدراج وأخرج منها صندوقًا صغيرًا وهو يقول:

_بصي، كل اللي شايفاهم دول أجهزة تعقب، في منهم اللي بيحتاج لجراحة عشان تدخل في جسمه، ودول في الأغلب بتتكشف تحت الأشعة اللي بيتعمل لهم هناك، فبلاها من دول.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن