ماضي مصطفى (غصون الحب) ١

94 14 47
                                    

٢٧

_إنتِ لازم تشتغلي يا نجلاء، أنا مرتبي مايكفيش مصاريفك.

من حوالي اربع عشرة سنة، نرى نجلاء صاحبة السابعة عشرة من عمرها الآن، مع أمها في بيتهم الاخر في الجيزة بعد حادثة إعدام ليلى، وهنا قالت نجلاء:

_هشتغل إيه يا ماما؟ أنا لسة بتعلم.

_ريهام كلمتني وقالتلي في شغل كويس في محل إكسسوارات غالي، بتاع ناس غنية، ومرتّبك هيبقى حلو. المحل جنب بيتنا ومش هتتعبي فيه.

_ريهام مين؟

_أم مصطفى.

_هو إنتِ صاحبتيها خلاص؟

_هي طيبة وبنت حلال، هي وجوزها وابنهم مش سايبينا نتعب يا بنتي. وأنا بدأت أتكلف، لازم نعتمد على نفسنا شوية. مينفعش جوزها وابنها كل شوية يجيبولنا الأكل أو يدونا فلوس، مينفعش.

صمتت نجلاء وهي تتفق معها ، وقالت أمها هنا:

_أنا كلمت المدام مديرة المحل وهتعملك إنترفيو النهاردة بالليل، ماشي؟

_ماشي.

صمتت نجلاء قليلاً ثم قالت:

_ماما، إنتِ متأكدة إن الميلشيات مش هييجوا ورايا يقتلوني؟ أنا كدة هربت منهم؟

گأيوة يا حبيبتي، عايزاكي تطمني.

وفي اليوم التالي، بعدما تم قبولها للعمل في المتجر، نرى مصطفى، صاحب التاسعة عشر عاماً، الذي يعمل في متجر الجزارة أمام متجر نجلاء تماماً. رأها تدخل المتجر فرُسِمت على وجهه ابتسامة عريضة بشدة، مما دفع والده إلى ضربه على مؤخرة رأسه قائلًا:

_غض بصرك.

انتفض مصطفى ونظر إلى والده، وقال والده:

_إيه يا عم روميو؟ عمري ما شوفتك بتضحك كدة الا لما شوفتها. ايه مالك؟

_لا، عادي... مكنتش عارف إنها هتشتغل هنا... عادي يا حج، في إيه؟ فرحان إنها كويسة.

تنهد والده ودخل يجلس داخل المتجر، وأكمل مصطفى تقطيع اللحم والعظم.

حين انتهى، ظل جالساً خارج المتجر كعادته لإستقبال اي مشتري، وعينيه لا تتزحزحان من المتجر الذي أمامه، تحديداً من نجلاء. كانت تمسح المتجر وترتبه، وكان يوجد قصيصان من النبات ضخمان كان يجب أن يكونا بالخراج كزينة للمتجر. حاولت حملهما، ولكنهما كانا ثقيلان حقاً. حين لاحظ مصطفى ذلك، نهض مسرعًا ودخل إليها.

_محتاجه مساعدة حضرتك؟

التفتت إليه وقالت:

_إيه ده مصطفى؟ أنت جيت منين؟

_ما أنا بشتغل في المحل اللي قدامك.

_بجد؟ عشان كده؟

_عشان كده إيه؟

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن