نوح القاتل ٢

97 14 56
                                    

٣٥

دخل عصام على غادة، كان عينيها وأنفها محمران، وعينيها تلمع من كثرة الدموع، ورموشها مبتلة، وبطبيعة عصام المنحرفة رأى أنها مثيرة جداً في هذه الحالة.

نهضت واتجهت إليه وهي تترجاه:

_عصام باشا، عشان خاطري متخليش نوح يتسجن ولا ياخد إعدام، والله ماكانش قاصد والله.

_متخافيش يا روح عصام باشا... اهدي يا حبيبي واقعدي ندردش سوا، متقلقيش.

جلست، وجلس هو أمامها، ولاحظ أنها كانت تبكي بصمت وهدوء، وشعرها مبعثر على وجهها ومتلاصق بوجنتها المبتلة، فمد يده ليزيح شعرها عن وجهها ويمسح دموعها فأبعدت وجهها هن يديه ليتوقف، ابعد يده وهو يقول:

_عايزك تبطلي عياط ومتخافيش، نوح مش هيتعدم.

_بجد والله؟

_بجد والله.

حاولت أن تهدأ غادة قليلاً، وأمر عصام الحارس بالخارج أن يأتي بكوب ماء، وهنا قال لها:

_الظابط بيشتكي ويقولي إنك مكنتيش عايزة تتكلمي معاه.

_والله أنا... كنت خايفة بس عشان أول مرة أدخل النيابة واوضة استجواب وكدة... وكنت بفكر في نوح وخايفة عليه أوي... مكنتش سامعة الظابط وكنت خايفة إنه يضربني ولا حاجة.

ضحك عصام، فابتسمت غادة، بعدها قال:

_طب انتِ معايا دلوقتي... هتتكلمي معايا ولا هتخافي مني برضو؟

_لا، هتكلم خلاص.

صمت عصام قليلاً وهو يتأمل وجهها، ثم قال:

_بتحبي نوح يا غادة؟

_أيوة...

_متأكدة؟

_آه والله.

_يعني لو قولتلك تتسجني بداله هتوافقي؟

_هوافق.

_لا يا شيخة؟

_أنا عشت في مكان أسوأ من السجن... فمش هتفرق معايا أوي...

صمت عصام قليلاً ثم قال:

_متقلقيش، لا انتِ ولا نوح هتتسجنوا... بس جيبوا محامي حلو والدنيا هتمشي.

هنا دخل أحدهم بصينية بها كوب ماء، وضع الكوب وخرج، فقال عصام لها:

_اشربي يلا واهدي.

أمسكت غادة بالكوب وشربته كله، بعدها قال لها:

_احكيلي بقى كل حاجة بالتفصيل.

صمتت غادة قليلاً وقالت:

_مازن... اللي مات، دا طالب معايا عادي...كان بيضايقني من الصبح ولما شوفته اتحرش بيا ضربته بالقلم فطلع مطوته عشان ينتقم مني وكدة وهنا نوح ظهر قدامي عشان يدافع عني... أنا مستوعبتش اللي شوفته بس والله نوح ضربه ضربة عادية جداً بس رأسه طارت، والله يا كأنها اتفكت زي العرايس.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن