٥٣
جمال وإسماعيل وهشام الآن يقومون بالتجهيزات في الاستوديو لمصطفى. جمال يحدد أماكن الكاميرات، وإسماعيل ينظف ويرتب المكان، وهشام يتأكد من اتصال الإنترنت وسرعاته. وأثناء تجهيزهم، سمعوا هشام يهمس محدثًا نفسه:
_يارب علا توافق بيا، يارب علا توافق بيا.
يبدو أن هشام كان يأمل أن يأتي مصطفى هذا اليوم بأي بشارة من علا. هنا سمع إسماعيل همسه، فنظر إليه وهو يقول:
_بتقول إيه يا هشام؟ مش سامعك.
_لا، مفيش، بدعي بس أن علا توافق بيا.
نظر جمال إلى هشام ليقول إسماعيل مستغربًا عاقدًا حاجبيه:
_علا مين؟
_أخت الشيخ مصطفى.
_انت اتقدمتلها؟
_آه، طلبت إيدها من الشيخ بقالى مدة، وأديني مستني ردها. معرفش هو قالها أصلاً ولا لأ، بس يارب يكون قالها وتوافق تقعد معايا وتشوف على الأقل.
شعر إسماعيل بالغضب الخفيف ثم قال:
_مظنش إنها هتوافق.
_ليه يعني؟
_أصل أنا طلبت إيدها برضو... فممكن تختارني أنا. أنا بقولك بس عشان ما تتفاجئش.
التفت جمال لينظر لإسماعيل نظرة التعجب الباردة ذاتها التي نظرها لهشام. غضب هشام قائلًا:
_انت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟
_وأنا من أمتى بتاع هزار؟
_طالب إيديها بمناسبة إيه يعني؟ يعني هي أنقذتني، وواضح إنها اهتمت بيا وحبتني، انت إيه اللي حصل بينكم بقى؟
ضحك إسماعيل وهو يقول هازئًا:
_والله يا بني انت صعبان عليا، وانت مفكر البنت اللي تنقذك هتشوفك زوج؟ في واحدة تتجوز راجل جبان.
قال جمال بنبرة صارمة ليوقف إسماعيل عن إهانته لهشام:
_إسماعيل!
نظر إسماعيل منتفضًا ليردف جمال:
_وبعدين؟ انت هتفضل تقول عليه جبان كدة؟ ما تحترم نفسك وتتقي الله، وبعدين انتوا هتتخانقوا على واحدة؟ يعني لو هي قبلت واحد فيكم، ممكن التاني يعمل إيه؟ هتموتوا بعض؟
قال هشام:
_هي مش هتقبل إلا بيا أنا... ومش هسمح إنها تقبله عني.
قال إسماعيل ساخرًا:
_لا يا شيخ؟ هتعمل إيه بقى؟
_هوريك الجبان هيعمل إيه.
أمسك هشام بقميص إسماعيل لكي يبرحه ضربًا، وكادا أن يشتبكا حقًا مع محاولة جمال في إبعادهما، وفي تلك اللحظة دخل مصطفى الاستوديو.
أنت تقرأ
سوق الأنام: لعنة النجوم السبعة
Детектив / Триллерفي المستقبل، حيث يزداد العالم وحشية وبرودًا، أصبح بيع الناس قانونيًا بشكل رسمي حول العالم. استجابت الشعوب لهذا الأمر وبدأ معظم العائلات في بيع فرد أو اثنين أو أكثر من أهلهم، دون معرفة المكان الذي يشتريهم. يعيش نوح في هذا الزمن وهو يعاني من الوحدة وا...