حافة الهلاك ١

78 10 59
                                    

٤١

في صباح اليوم التالي، نرى عمر مع نوح في منزله، جالسين عند الشرفة التي أصبحت جميلة بفضل ذوق غادة. أثناء جلوسهم، أخرج عمر من حقيبته رزمة من المال وهو يقول:

_خد دول يا نوح.

_إيه دول؟

_تمانين ألف جنيه، عارف إنهم مش هيكفوا حاجة من الدية بس ده اللي قدرت عليه.

_يا سلام؟

_آه.

_خذ فلوسك يا عمر، مينفعش كده.

_نوح، ده مش الوقت المناسب للمجاملات، وأنا مش بجاملك.

صمت نوح قليلاً ثم قال:

_عمر، ده كتير عليا أوي... أنا أقدر أتصرف.

_هما أدولك وقت محدد... هتلحق تجمع ٢٠٠ ألف جنيه إزاي؟

_هتصرف.

_طب خلي دول عندك، ولما تتصرف ابقا رجعهملي.

صمت نوح، وهنا قال عمر:

_شوفت خطبة أخوك بتاعت أمبارح؟

_بصراحة لا، بس شوفت التويتة بتاعت نجلاء.

_آه... أنا شوفتها برضو.

_إنت مصدقهم؟

صمت عمر قليلاً ثم قال:

_آه، مصدقهم... وإنت؟

_أنا مش مكذبهم بس... محتاج أعرف هما عرفوا ده منين؟ يعني مين الشخص الثقة أوي ده اللي أخدوا منه الكلام ده وصدقوه وتحملوا مسؤولية نشره للعالم.

صمت عمر قليلاً، وهو لا يفكر في شيء سوى في مريم وامرها. يريد أن يناقش أفكاره مع نوح ولكن لا يعلم كيف. فقال هنا:

_مش هتحكيلي عن اللي شوفته في السجن؟

ظهر التردد والارتباك على نوح في صمته وملامحه، ليقول عمر:

_احكي يا نوح، أرجوك.

_أنا محكيتش الموضوع ده لحد...

_لازم تحكي، لازم أعرف إنت بتشوف إيه وليه... لأن اللي بيحصل ده مش طبيعي.

_إيه اللي خلاك تقول كده؟

_نوح، أنا درست الباراسيكولوجي كويس وعرفت انه علم مزيف... واللي شوفته بعيني خلى كل حاجة درستها ملهاش لازمة.

_وإنت شوفت إيه يا عمر؟ متقلقنيش.

طال سكوت عمر ثم قال:

_شوفت بنت أخوك... بتتحكم في الجاذبية، ومش هقدر أقولك أكتر من كده.

_الجاذبية؟

_آه...

قرر أن يسرد نوح له كل ما رآه من تماثيل إلى ذلك الكائن المرعب الذي يشبهه. وحين انتهى قال عمر:

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن