ماضي مصطفى (جزار الانس) ٤

119 16 41
                                    

٣٠

عاجل: اكتشاف جثة مقطعة إلى خمسة عشر جزءًا في مصر الجديدة، تعود لطالب بكلية الطب، مروان عباس.

قُتل مروان بنفس الطريقة التي قُتلت بها أم نجلاء. كانا أسوأ حادثين مرّا على الشعب المصري في هذه الفترة. يُقال إن أدهم هو من فعل ذلك، فلا يوجد أي دليل أو سلاح جريمة.

حين علم مصطفى بموت مروان، شعر بطمأنينة في قلبه نوعًا، ولكن في الوقت نفسه كان يشعر بضيقة وحيرة كبيرة. لماذا تم قتل هذان الاثنين فقط؟ ومن فعل ذلك؟ وكيف؟

فبعد تشريح جثتهما، تأكد الأطباء الشرعيون أنهما ماتا في نفس الثانية.

هل كانا قاتلين متفقين؟ أم هي قدرة من قدرات أدهم داغر؟

يُقال إن سلاح الجريمة قد يكون سيفًا أو ساطورًا حادًا للغاية.

مرت أربعة أشهر منذ تلك الجريمة، ومصطفى أصابه الاكتئاب منذ ذلك الوقت، مشتاق لنجلاء التي لم تعد لهم مجددًا، يائس، مهموم، تحول حاله تمامًا ولم يعد يصلي، ولم يعد يبرّ بأمه، ولكن معاملته الطيبة معها لم تتغير.

لم تتغير شخصية مصطفى الطبيعية الفطرية، لكنه أصبح منطويًا وباردًا لا يكترث لأي شيء. بحث عن عمل لمدة شهرين وتوصل إلى عمل يكسب منه مالًا وفيرًا.

استمر في هذا العمل لمدة شهرين، ويبدو أنه سيستمر فيه للأبد، ولكن ريهام لم يكن قلبها مطمئنًا من عمله. كان لا يقول لها ماذا يعمل، لكنها تراه يعود بمال كثير.

وفي يوم عاد إلى البيت بعد منتصف الليل ووجد أمه جالسة أمام التلفاز.

_اتأخرت ليه كده يا حبيبي؟

_معلش يا ماما، كان في ضغط.

_طب تعالى يا ابني شوف كده التطبيق بتاع المسلسلات ده، مبيفتحش. شوفلي كده محتاج تحديث ولا إيه مش عارفة... على ما تشوفه، هقوم أسخنلك الأكل.

_حاضر.

جلس مصطفى وقام بتعديل المشكلة في التلفاز، بعدها أتت ريهام له بالطعام، وأثناء ما كان يأكل، أخرج سبعة آلاف جنيه وأخذ منهم أربعة آلاف وأعطاهم لها، وهو يقول:

_خدي يا حبيبتي، خليهم معاكي.

اختفت ابتسامتها وألتقطتهم ببطء وهي تقول:

_مصطفى، إنت كل يوم تيجي وانت بتديني كمية الفلوس دي كدة ازاي؟

_هي حاجة وحشة؟

_هو مين في العالم بياخد الفلوس دي في اليوم؟

_يا ست الكل، ما قولتلك إني بشتغل في منطقة غنية، بروح لراجل أعمال ولا محامي مشهور ولا أي نيلة أساعده في أي حاجة تخص القانون، بيديني الفلوس على الماشي وبروح للي بعده.

_لا يا مصطفى... مفيش شغلانة كده في الحياة.

_العالم بيتطور وفي شغلانات كتير جديدة، خصوصًا اللي معاه فلوس ومش عارف يوديها فين بيخترع شغلانة عشان يعطف على الناس.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن