سوق الأنام: لعنة النجوم السبعة

حافة الهلاك ٢

٤٢

قرابة منتصف الليل، بتوقيت روسيا حيث هو نفسه توقيت مصر.

يرى نوح نفسه في غرفة ألعاب، الغرفة ذاتها التي حلم بها من قبل عند كلية العلوم. لا يعلم كم عمره في هذا الحلم، كما لم يكن هذا الحلم ملحوظًا بشكل كافٍ، كل ما يتذكره أنه ممسك بسيارة لعبة بيضاء تشبه سيارة نقل السجناء والبضائع. أمسكها نوح ونزع حجارتها وفتح بابها الخلفي، وهذا فقط ما كان في حلمه الذي لم يتعدَّ ثوانٍ.

_مستر نوح، اصحى ابوس إيدك العربية وقفت فجأة والباب اتفتح، يا مستر يلا ابوس إيدك.

فتح نوح جفنيه ببطء وهو يحاول أن يستفيق بصعوبة، يسمع أصوات رجلين في الخارج يتحدثان بالروسية ويبدو عليهما الاحتدام الشديد.

شعر نوح ببرد قارس يؤلم عظامه كأنه بداخل ثلاجة موتى. جلس نوح بصعوبة ونظر حوله واستوعب أنه داخل السيارة تلك ومعه فرح.

_الباب مفتوح يا مستر، يلا نهرب.

نظر نوح للباب بتعجب شديد وهو يتساءل من الذي فتحه؟ فالقفل بالمفتاح يكون من الخارج. حاول ألا يعير للأمر اهتمامًا أكثر وهمس لها:

_خليكي هنا ومهما حصل، إياكي تطلعي إلا لما أنا أقولك ماشي؟

_ماشي.

تقدم نوح وفتح الباب برفق تام، ليضرب في وجهه ريح قوية مختلطة بذرات الثلج البارد. وحين اتضحت الرؤية في عينيه استوعب أنهم بين غابات مليئة بالثلوج، غابات أشجارها قليلة ولكن جبالها كثيرة، شاهقة وعظيمة الحجم. وكان الليل دامسًا لا ينيره سوى ضوء القمر وكشافات السيارة المعطلة.

خرج نوح من السيارة غارسا قدميه العاريتين في الأرض الثلجية وأطل بالنظر إلى مقدمة السيارة. وجد الرجلين يحاولان تصليح السيارة، ويبدو أن الحيرة تعتليهما، لا يعرفان ما سبب توقفها. التقط نوح بصخرة من الأرض وألقاها لمكان بعيد، فانتبهوا للصوت، ليقول أحدهم للآخر أن يذهب ويتأكد من نوح والفتاة الأخرى إذا كانوا يحاولان الهرب.

تقدم الرجل الآخر إلى باب السيارة وصُدم حين وجده مفتوحًا بشكل جزئي، ففتحه بعنف وصرخت فرح مفزوعة من انفعاله وبدأت تبكي وكلمها بالعربية:

_أين هو؟

_م... معرفش.

هنا ظهر نوح فجأة خلف الرجل وامسك برأسه وكسر رقبته وقتله بعدها التقط بسلاحه، وسمع الرجل الأخر تلك الضجة وأتى مسرعا اليهم وهو يصيح مناديا على صديقه.

لم تتحمل فرح كل هذا الرعب فخرجت من السيارة وهي تهلع وبدأت تركض لتنجوا من بطش ذلك الرجل الأخر فصرخ نوح عليها.

_استني!!

ركضت فرح وهي تحاول بأي طريقة ان تبتعد وتهرب ولم يلحق نوح أن يتصرف، ولم تلحق فرح ان تخطوا اكتر من بضعه خطوات في ركضها العسير من الارض الثلجية، ففي تلك الثانية أطلق الرجل الاخر الرصاص عليها وسقطت جثه هامدة.