خيانة مفجعة (ماضي علا) ٢

32 6 61
                                    

٦٥

.

.

.

.

_البت دي لعنة وشؤم يا ماجد، أقسم بالله أنا مستحملاها بالعافية وخلاص على آخري.

رد ماجد على والدته وقد سئم من حديثها المستمر:

_ما خلاص بقا ياما!!، ما البت بتخدمك وشايلة جزمتك فوق راسها عايزة إيه أكتر من كده؟

منذ سبع سنوات، حيث كانت علا ما زالت على ذمة ماجد وتعيش معه ومع والداه، رغم أنها كانت كالأمة في منزلهم وتقوم بكل أعمال المنزل غير المكلفة بها، فقد كانت تسمع حديث أمه الفاحش عليها، وتذمرها المستمر على ما تفعله، ولا تفهم ما الخطأ الذي ارتكبته لتكرهها أمه بهذه الطريقة، ولكنها كانت صابرة لأجل ماجد والذي كان لا يدافع عنها من الأساس.

أثناء ما كانت واقفة في المطبخ تطبخ لهم الطعام كالعادة دخل والد ماجد الرجل الكهل، ومر من خلفها ليقوم بأخذ كوب ماء، وفي تلك اللحظة شعرت بيد تلمسها من الخلف، ومع خفة اللمسة، لكنها انتفضت من شدة نفورها وفزعها مما حدث، لتلتفت وهي ترمقه بصدمة واستغراب، ليقول لها:

_مالك يا بت، بتزغريلي كده ليه؟

ظلت تحملق فيه إلى أن مر من خلفها مجددًا ولم يلمسها تلك المرة. لم تسيء علا الظن به، فهي تعلم منذ بداية زواجها بماجد أن والدها لطالما كان يرمقها بنظرات منحرفة، وحين يكونا وحدهما تشعر بتلامسات منه، وإذا اعترضت عليها يتم إنكار الأمر ويظهر أنها المجنونة بينهم.

حتى الآن، فقد جلست ستة أشهر في هذا المنزل، وفي كل مرة تتأكد أن هذا الرجل يقوم بالتحرش بها بالفعل.

انتهت علا من الطعام وأثناء ما كانت تضعه على المائدة، قام ماجد ليساعدها كعادته، فهو يحب مساعدتها في كل شيء، ولكن ما كان يمنعه هي أمه.

_ما تقعد يا واد، أنت كل شوية تقوم عشان تساعدها... لما أنت تساعدها، لازمتها إيه هي في البيت؟

_ياما ما أنا بساعدها زي ما بساعدك.

_وأنت هتحطني جنبها ولا إيه؟

قالت علا بتبرم لكي تسكت تلك المرأة:

_خلاص يا ماجد، خليك قاعد، مش كل يوم على الموال ده.

صوت أم ماجد يجعل علا تستشيط غضبًا، دائمًا ما تسمعها تصيح، تتذمر، وتتكبر عليها. سئمت من حديثها وصوتها المزعج في كل مرة تتفوه فيها بأي كلمة، لذلك كانت تنهي الأمر بسرعة حتى وإن كان سيكون ظلمًا لها. فهي تفضل أن تُظلم على أن تسمع نبرة تلك المرأة الشمطاء.

أثناء ما كانت تسير من المطبخ إلى المائدة لتقوم بتحضير الطعام، كان والد ماجد يحدق في علا بشدة فيها وفي جسدها تحديدًا، لتلاحظ الأم بصره الثابت على علا، فتقوم بضربه على قدمه من تحت الطاولة. نعم، فقد كانت الأم تعلم، تعلم أن زوجها العجوز مهووس بعلا زوجة ابنها، وكان هذا ما يزيد بغضها وحقدها تجاه علا التي لا ذنب لها في انحراف ذلك العجوز الأخرق.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن