مصارعة الوهم ٢

113 18 54
                                    

١٣

علا مرزوق، صحفية مثيرة للجدل بسبب مقالاتها عن أدهم داغر وبسبب تصرفاتها الجريئة. زملاؤها في العمل دائمًا ما يشهدون على شجاعتها وجرأتها الغريبة، ولكن هذا في العمل فقط، فهي شخصية لطيفة للغاية وليست وقحة نهائيًا.

لديها زميل يدعى يامن، هو مرافقها في باب الجريدة التي تعمل بها ويذهب معها إلى أي مكان للتحقيق فيه.

هما الآن في قسم الشرطة الذي يعمل فيه عصام. حين وصلا لمكتبه، قالوا للعسكري الذي يقف بالخارج أن يدخل ليبلغ عصام عنهم، فقال يامن:

_أنا مش مرتاح يا علا للراجل ده...

سألته علا:

_مش مرتاح له ولا غيران منه؟ ولا نفسك تكون زيه؟

نظر يامن لها مستغربًا ومصدومًا من ردها، لتبتسم ابتسامتها اللطيفة الخادعة تلك لتثبت انها كانت تمزح معه:

_ياريت تحط رغباته وأمنياتك ومشاعرك على جنب، إحنا في شغل دلوقتي.

دخلت المكتب ويامن خلفها. حين دخلا، سلما عليه، فرد السلام وقال:

_اتفضلوا، قولوا إيه قضيتكم؟ ولو القضية غير القتل، ياريت تطلعوا بره.

قالت علا:

_لا، إحنا صحفيين... جايين عشان أدهم داغر.

ظل عصام ينظر إليها، وقال مبتسمًا:

_عايزة معلومات عنه يا عسل؟

قالت علا بابتسامتها التي لم تفارق وجهها:

_أه، عايزة معلومات عنه يا عسل.

ضحك عصام ثم قال:

_طب اقعدي.

جلست علا وكاد أن يجلس يامن، فقال عصام له:

_أنت متقعدش، أنت تطلع بره.

استغرب يامن بشدة وقال:

_أطلع بره ليه يعني؟ أنا صحفي زيي زيها.

قالت علا:

_معلش يا يامن، اطلع وأنا هبقى أقولك كل حاجة.

تنهد يامن بنفاد صبر وخرج من المكتب. هنا قال عصام:

_عايزة تعرفي إيه بقى يا حلوة عن أدهم بالضبط؟

_أنا تابعت آخر قضيتين أنت حققت فيهم وعرفت كل تفاصيلهم، بس... عندي إحساس أنك ما قولتش كل حاجة. يعني في كل مرة سلاح الجريمة مش بتلاقوه في جرايم أدهم، وازاي محدش سمع أصوات الضحايا، وحاجات كتير مجهولة أنا عايزة أعرفها منك.

ظل عصام يحدق في علا وجمالها ولا يعرف لماذا كان مبتسمًا بشدة وهو يراها تتحدث... شعر بشعور غريب تجاهها... فهذه المرة الأولى التي يرى فيها امرأة جميلة بعين غير عين الشهوة... بل هو حاليًا يراها بعين... اللطافة؟ وكأنها طفلة مثلًا وكأنه يريد ان يدللها بشكل اخوي جميل. تجاهل عصام شعوره هذا وأصر على أن يكون لديه شهوة تجاهها ليقول:

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن