غلبة اليأس ٢

91 8 46
                                    

٦٣

بعد أن أمر نور رجاله في اختطاف منار، ألقوا الرجال بدفوفهم وطبولهم ورأتهم منار وهم يلتفتون لها لينقبض قلبها ويدب الرعب فيه وتهلع فور أن رأتهم يهجمون عليها ويحملونها لتبدأ في الصراخ طالبة للنجده وهي تضربهم بيدها الضعيفة لتحاول النجاة، لم يقفوا رجال الحي شاهدين بل تقدموا راكضين اليها ليمنعوا رجال نور من اختطافها وكان منهم جمال وإسماعيل، ولكن لوح نور بيده ليطير كل من كان يحاول في إنقاذها لمسافة بعيدة ثم يرتطمون بالأرض بقوة.

قالت نجلاء وهي تصيح في فزع:

_دول بيخطفوا منار..بيخطفوا مناار!!

لم تتحمل هاجر المشاهدة لتقفز من الشرفة وتهبط أمام نور مباشرة وبسرعة خارقة خاطفة لم يستوعبها نور هجمت هاجر عليه في طرفة عين وهي تلكمه لكمة شديدة القوة جعلته يطير من عرشه ويسقط ارضًا، وفور أن سقط من عرشه هجم حاملين العرش عليها، كانوا رجال ضخام البنية أقوياء ولكن هاجر طرحتهم ارضًا من ضرباتها القوية السريعة وجعلتهم في حالة من الشلل التام.

من ثم التفتت وهجمت على حاملين منار وبدأت تضربهم ضربات متتالية مبرحة وفور أن أسقطوا منار وقفت هاجر أمامها لتحميها وهي تصيح بقوة وثقة:

_إللي عايزها يقرب عشان أدبحه!

كلهم كانوا في حالة من الصدمة والاندهاش الخارق من شدة قوتها وقدرتها على هزيمة رجال بتلك القوة، حتى رجال الحي كانوا يشاهدون بدهشة وأعين واسعة لا تطرف من شدة صدمتهم بقوتهما مندهشين.

قام نور بصعوبة وهو يمسح الدماء التي تسيل من فمه وانفه، وبعدما ترنح قليلًا وإستقام في نهوضه ووقف بثبات رمقها نظرة إحتدام حادة، من ثم مدد يده بإتجاهه لتطير هاجر إليه بسرعة شديدة وفور أن وصلت إليه لكمها لكمة قوية ليطرحها ارضًا وقبل أن تقف وتهجم عليه طارت مجددًا وهو يلوح بيده في كل مكان.

كان يتحكم في جسدها ويجعلها تطير ويضربها بالأرض وبالبنايات مرارًا وتكرارًا، فكان يستشيط إلى أقصى حد وإحتدامه أشبه باللهيب الحارق الذي قد يشعر بحرارته في كل من يقف حوله، كان نور جاعل كل من بالشارع في حاله ثبات لكي لا يتدخل أحد ومن بعدها رفع ذراعه للأعلى لترتفع هاجر إلى السماء أكثر فأكثر هي تطير بسرعة خارقة.

كان نور يصب كل قوته في قتل هاجر وفي جعلها ترتفع لأبعد مسافة ممكنه ليتأكد من قتلها وسقوذها على الارض يحولها لفتات، ظلت هاجر ترتفع وكلما ترتفع كلما تختفي أصوات الناس، وتختفي أصوات الحياة على الارض، رُفعَت هاجر لمستوى عالٍ وشاهق في السماء إلى أن تلامس جسدها بالسحب وما فوق السحب.

وبعدها توقفت وظلت معلقة في سماء الله الواسعة، في حالة من الهدوء التام والسكون فقط تسمع صوت نسمات الهواء وأصوات أنفاسها السريعة ولهثها الثقيل وهي تحاول ان تمالك ذعرها وهلعها، ترى الأرض من تحتها شديدة الدقة، فقد إرتفعت هاجر بإرتفاع قد يصل الى عشرة آلاف متر، هاجر ليست من النوع الذي يذعر ويخاف، ولكن حين أيقنت أنها ستموت هذا ما أخافها وجعلها في حاله من الذعر والصدمة وقلبها كان أن يخترق ضلوعها من قوة وسرعة ضرباته.

سوق الأنام: لعنة النجوم السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن