الفصل السادس

18.4K 467 35
                                    

أنهت مريم تنظيف المنزل وتحضير الطعام لعائلة إبراهيم، ثم دخلت غرفتها وبدأت تستمع لآيات القرآن بحرص وتمعن لتحفظها. كانت هائمة في عالم آخر غير عالمنا. مغمضة العينين وسماعات الأذن ملتصقة بأذنيها، تردد الآيات التي تسمعها بصوت ملائكي عذب. تستمتع بالهدوء والصفاء النفسي الذي يمدها به ذكر الله. تستمع بكيانها كله وتحلق في السماء الروحانية التي يأخذها إليها صوت المقرئ المزلزل لوجودها. لم تدرك لعيون الشر التي تراقبها برغبة خبيثة ولا بمن انتهك خصوصيتها ودخل غرفتها دون إستئذان.

فزعت مريم عندما فتحت عينيها ورأته يقف أمامها بجوار الباب يتفحصها بعينيه الثاقبتان. قفزت مريم من مجلسها بسرعة وصاحت

"بسم الله الرحمن الرحيم."

"أيه شوفت عفريت؟"

"لا يا سي هشام مش قصدي. لكن ما حستش بكم لكا رجعتوا."

أقترب هشام منها خطوة وقال لها

"أنا هنا من ربع ساعة."

رجعت مريم خطوتين للوراء لتحافظ على المسافة بينهم. وأشارت لباب لتستأذنه يخرج من غرفتها

"عن أذنك أروح أشوف ست الحاجة لو عاوزة مني حاجة."

"ستك الحاجة لسة ما رجعتش. أنا رجعت لحالي."

سألته مريم بصوت واضح

"عاوز مني حاجة؟"

"جعان. حطي لي أكل."

"حاضر. عن اذنك أعدي أجهز لك الأكل أنت وبكر."

"أتفضلي."

خرج هشام من غرفتها وخرجت مريم لتنفذ طلبه. بعدما تخطته متوجهة للمطبخ نادها

"على فكرة بكر مش هنا."

استدارت له مريم متسائلة

"راح يلعب مع علي ابن شيخ الغفر."

"يعني أجهز لك لوحدك الأكل؟"

"أيوة مفيش حد غيري أنا وأنت هنا."

شحب وجه مريم عندما سمعته يقول هذه الكلمات ورأته يغمز لها بعينه. فسألته بصوت مضطرب من الخوف والقلق الذي دب في قلبها

"أمال ستي الحاجة هتيجي أمتى؟"

"الله أعلم يمكن بالليل. أصل صالح جاب ولد. وأكيد أمي وأبوي فرحانين بأول حفيد وقاعدين معه ومش هيسبوه."

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن