بعد شهرين كانت مريم تتناول وجبة الإفطار مع السيدة فريدة في شقتها. لاحظت فريدة شحوب وجه مريم وتعبيرات الألم على وجهها. ربتت على ظهر مريم بحنان وسألتها.
"مالك يا مريم؟ مش بتأكلي ليه؟"
نظرت إليها مريم وحاجبيها معقودان وأجابتها بصوت متحشرج من بكاء مكتوم.
"مفيش يا ماما تعبانة شوية."
نهضت فريدة أقتربت من مريم ومسكتها من كتفيها وسألتها.
"تعبانة من أيه يا حبيبتي؟"
أبتسمت مريم نصف إبتسامة وأجابتها بصوت ضعيف.
"العادي بتاع كل شهر يا ماما. هأخد مسكن دلوقت وهبقى كويسة."
فزت مريم من مكانها فجأة وجرت للحمام وتقيأت كل ما في معدتها. أسرعت فريدة إليها وتوقفت على عتبة الحمام عندما أشارت لها مريم بيدها لتبعد. ولكنها سرعان ما لاحظت شحوب وجه مريم أكثر وتصببها عرقا وفجأة وجدتها تترنح فوصلت إليها فريدة في خطوتين وسندتها قبل أن تسقط و تصطدم رأسها بحرف الحوض. بللت فريدة كفها ومسحت به على وجه مريم عدة مرات ثم سندتها إلى غرفة النوم ساعدتها لترقد على السرير. دثرتها جيدا بالغطاء ودخلت المطبخ وأعددت لها مغلي أعشاب لتخفف آلامها. شربت مريم ما قدمته إليها فريدة مع قرص مسكن وأستسلمت للنوم.
بعد ساعة كانت فريدة جالسة أمام التلفاز تقلب في القنوات ووجدت مريم قادمة إليها تتسند على الجدار. وقفت فريدة واقتربت منها ساعدتها على الجلوس على أقرب كرسي وسألتها.
"أيه اللي قومك من السرير. ما كنت خليك مستريحة."
"ما ينفعش. لازم أروح أشوف اللي ورايا."
"بس أنت تعبانة النهاردة. خليك مرتاحة."
"ما ينفعش يا ماما. عاوزة أروح أجهز الغداء. خالد بيرجع من المدرسة جعان علشان مش بيفطر الصبح."
"بس يا بنتي أنت تعبانة. ممكن تجيبوا أي حاجة جاهزة. مش لازم تطبخي وأنت تعبانة."
هزت مريم رأسها بالنفي وأجابت بصوت ضعيف.
"مش بحب أجيب أي أكل من برا. بحب أعمل له كل حاجة بنفسي."
أبتسمت فريدة لإجابتها وقالت لها.
"طيب أنت عاوزة تعملي أيه وأعمله لك أنا."
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم