النهاردة أول يوم يعدي علي من غير ما أسمع صوت مريم. هي بصراحة أتصلت كتير لكن أنا ما كنتش فايق أرد عليها. بصراحة أنا مخنوق منها ولو رديت عليها هنتخانق. أنا مش قادر أفهمها.
لأول مرة من يوم ما أتجوزتها أحس بالوحدة. لأول مرة ما تقفش جنبي. مش عارف هي مش قادرة تفهم أنا محتاجها قد أيه. مجرد وجودها جنبي كان بيهون علي أي حاجة في الدنيا. أي تعب كان بيروح أول لما أشوف إبتسامتها. لكن أنا دلوقت قاعد هنا في الفندق ده بقالي شهر دلوقت لوحدي. دماغي شغالة تفكير في مليون حاجة وجسمي مرهق جداً من الوقوف طول النهار. تعبان جداً جسمانياً وذهنياً ونفسياً. وهي مش معي. هي كفاية عليها قوي الأولاد والبيت. أنا أخر إهتمامتها.
زمان أيام ما كنت في الجامعة كان كل إهتمامها وكل تفكيرها في أنا وبس. عمرها ما قصرت معي. كانت بتيجي على نفسها وصحتها علشان تساعدني في المذاكرة. عمرها ما أشتكت ولا حسستني حتى إنها تعبانة. بالرغم من أن المجهود كان مضاعف علشان محمد وقتها كان لسة رضيع. حتى وقت حملها بأسيل أنا كنت في البكالوريوس وبرضه ما سابتنيش لحظة.
كانت شايلة البيت ومحمد ومهتمة بمذاكرتي وتساعدني فيها بالرغم من تعبها في الحمل. وده أثر على صحتها في الوقت ده وكانت هتموت وقت ولادة أسيل. كانت أصعب لحظة مرت علي لما الدكتور قال لي ما نقدرش نعمل لها حاجة غير الدعاء. كانت نزفت دم كتير وكان صعب ننقل لها دم. الدكتور وقتها قال لي أن عندها حالة نادرة في الدم ومحتاجة دم له صفات خاصة.
أنا ما فهمتش منه حاجة لكن كنت زي المجنون. أتمنيت لو أعرف أهلها. يمكن كانوا يقدروا يتبرعوا لها بالدم. تعبت كتير وعدت أيام صعبة علي قوي. كنت ببات قدام بنوك الدم مستني ألاقي كيس دم ينفع لها. أنا وصالح كنا بنلف على المستشفيات في أسيوط والقاهرة ومفيش فايدة. لغاية لما الدكتور في مرة أتصل بي بالليل وقال لي أنها مش هتعيش للصبح.
كنت هموت والدنيا كلها أسودت في عيني. نزلت وقتها على وشي وسجدت لربنا. ترجيته وبكيت له وتذللت له ودعيت كتير قوي ينقذها علشان خاطر أولادها. لأول مرة حسيت بالعجز. لأول مرة حسيت بالضعف. حسيت بعجز ما حستهوش وقت موت والدي ولا والدتي. كنت مستعد أعمل أي حاجة وكل حاجة علشان تفضل معي يوم واحد تاني.
وسبحان الله في الليلة ده اتصلوا بي من مستشفى في القاهرة أنهم عندهم كيسين دم من نفس نوعية دم مريم. سافرت بالطائرة وجبت الدم والحمد لله عدت على خير وقامت لنا بالسلامة.
أنا أيه اللي خلاني أفكر في الأيام السوداء ده. ربنا ما يعيدها أيام. آه يا مريم لو تعرفي أنا قد أيه محتاج لك ومش بقدر أعيش من غيرك. ما كنتيش سيبتيني أبدا لوحدي. بقالي شهر دلوقت ما شوفتكيش ولا شوفت الأولاد. لا أنا قادر أسيب الدنيا هنا وأرجع لكم ولا أنت راضية تجيبي الأولاد وتيجي.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم