عاد يوسف بأولاد شقيقته المنزل بعد يوم ممتع للأولاد والإبتسامة ترتسم على وجوههم. دخل من الباب وألقى السلام وأسرعت شقيقته له بلهفة.
"السلام عليكم."
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
أنحنت مريم وأستقبلت أولادها في حضنها. قبلتهما بحنان وحب. رفعت مريم رأسها ونظرت خلفهم وسألت شقيقها.
"محمد ما جاش معكم؟"
هز يوسف رأسه نفياً وجلس على كنبة وقال.
"لا. ما رضيش يجي معي برضه."
أخذت مريم بيد إبنها وبنتها وجلست بهم على كنبة مقابله ليوسف تتوسط أولادها وسألته.
"ليه؟ خالد رفض يخليه يجي معك؟"
تنقلت نظرات يوسف بين شقيقته وأولادها ثم نظر لها معاتباً وقال.
"بعدين يا سارة. الأولاد راجعين تعبانين دخليهم يناموا."
ألتفتت مريم لأسيل وسألتها.
"جعانين؟"
هزت أسيل رأسها هي وعمر وأجابها معاً.
"لا بابا أكلنا في مؤمن."
"يعني أتبسطتوا؟"
أجابها صغيرها.
"أيوة يا ماما. بابا كان واحشنا اوي هو محمد. ماما هو أمتى هنرجع البيت بقى. بابا بيوحشني أوي. ومحمد كمان وحشنا أوي."
شحب وجه مريم لسؤال صغيرها. فهي تعلم مدى تعلق أولادها ببعضهم وبأبيهم. وتعلم تمام العلم أنها لا تستطيع حرمانهم من أبيهم.
لاحظ يوسف شرود أخته فوقف وخطى خطوتين لأخته وأولادها ونزل على ركبتيه أمام الصغير وقال.
"هو أنت مش مبسوط معنا هنا؟"
أجابه الصغير بكل براءة.
"لا مبسوط. لكن بابا وحشني أوي. وعاوز أرجع بيتنا بقى."
ربت يوسف على رأس عمر وقال.
"إن شاء الله هترجعوا البيت. لكن الأول هنروح نشوف جدوا وتيتا وبعدين نرجع البيت وتقعدوا مع بابا وماما."
"جدو وتيتا مين؟ إحنا ما عندناش جدو وتيتا."
أنتبهت مريم لسؤال إبنها وأجابته.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم