كان منزل إبراهيم مثل خلية النحل. فاليوم زفاف خالد ومريم. توافد أهل البلد ليساعدوا في الوليمة للفرح. عادت سعاد وهشام من منزل أخيها وأشرفت بنفسها على أعمال الطبخ والتحضيرات للزفاف. حضرت بعض فتايات القرية وقاموا بتزيين العروس الجديدة. حتى هشام ساعد خالد التجهيز للفرح ولف العمة. فخالد لم يرتدي عمة من قبل ولم يتعلم لفها.
في الليل توافد أعيان المركز المأمور وطبيب الصحة وعمد القرى المجاورة ليشاركوا إبراهيم في فرحته بإبن أخيه. حضر شيخ الجامع وكتب الكتاب وأتفق على تأجيل تسجيل الزفاف لعامين حتى يبلغ خالد ومريم السن القانونية.
كانت مريم كالأميرة في فستان الزفاف. ظهرت أكبر من سنها وكأمرأة صغيرة بفضل الزينة. جلست وسط فتايات وسيدات القرية في المكان المخصص للحريم على سطح المنزل. تشاهد رقص الفتايات وتصفق لهم بفرحة غامرة أنستها كل قلقها السابق.
فهي الفتاة التي عاشت في الشوارع ليس لها مكان ولا عائلة الآن تتزوج وأصبح لها منزل وزوج تنتمي إليه. هناك إنسان في هذه الدنيا هي مسئولة منه. شخص يعوضها عما رأت من قسوة الحياة في سنوات عمرها القليلة.
فرحت جدا بزفافها وشاركت الفتايات الرقص والغناء وحاولت تتمايل مثلهن وتتعلم منهن حركات الرقص. تعالت الضحكات والزغاريط وأمتلأ قلبها بالسعادة. لاحظت بعض الفتايات تجري لسور سطح المنزل ليشاهدن شيئا بالاسفل. فأقتربت هي أيضا معهم تشاهد إلى ما ينظرن. وجدت ساحة كبيرة أمام المنزل أفترشت بصوان كبير ويجلس فيه رجال أهل البلد. ورأت هشام وخالد يرقصان بالعصاة على المسرح. كانت أول مرة لها ترى خالد باللبس الصعيدي. لأول مرة لفت إنتباهها وسامته وهيبته بالجلباب الصعيدي البني. جسمه الممشوق الطويل وإبتسامته الساحرة، شعره الأسود الناعم كسبائك الليل المتحرر تحت عمته البيضاء التي تزين رأسه وتحاوط جبته الخمرية. عيناه السوداوين التي ترقص من السعادة ونظرت لها نظرة غامضة لم تفهمها مريم عندما وقعت عليها. أنفه المستقيم الشامخ الحاد الذي يظهر ملامحه المصرية الصارمة.
تعجبت مريم من نفسها فهي رأت خالد كثيرا ويعيشون في نفس المنزل لثلاثة شهور الآن ولكنها لأول مرة تلاحظ ملامحه وتنتبه لوسامته. تسائلت هل زواجها من خالد غير نظرتها له. وهل نظرته لها تغيرت أيضا مثلها. ولماذا بدأت تشعر بشيء خفي تولد في قلبها له. ما هذه المشاعر وما هذا الإرتباك فهي لم تشعر به من قبل.
أقتربت منها أحدى الفتايات وتعالت ضحكاتها. نظرت لها مريم متعجبة من تصرفها وتسائلت باقي الفتايات. فسألتها مريم.
"في أيه؟ بتضحكي قوي كدة ليه؟"
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم