إقتباس من الموسم الثاني

17.3K 303 121
                                    

عاد خالد من بحر أفكاره التي سبح وتعمق فيها لأكثر من ساعة عندما لاحظ وجود شخص في البحر أمامه على مسافة بعيدة لا يظهر منه إلا رأس بعيد جدا لا يعلم من ملامحه إن كان صاحبه رجل أم إمرأة. شعر خالد بالقلق لبعد ذلك الشخص عن الشاطئ ووقف يراقبه. بعد دقائق قليلة لاحظ ذلك الرأس يغطس ويطفو على سطح الماء. علم أن ذلك الشخص يواجه مشكلة وربما يغرق.

خلع خالد معطف بدلته وحذاؤه في لحظة وقفز في الماء بدون تردد. سبح خالد حتى وصل للغريق وتأبطه وسحبه للشاطئ. وصل بالغريق للشاطئ ولاحظ أنها فتاة في مقتبل العمر وغائبة عن الوعي تماما. حملها خالد عندما وصل للشاطئ ووضعها على الرمال وتفقد تنفسها. وجدها لا تتنفس فقلبها على بطنها وضغط على ظهرها بكلتا كفيه ليخرج الماء من رئتيها. بعد دقيقتين بدأت الفتاة تسعل وتخرج الماء من جسدها.

ربت خالد على ظهرها ولاحظ جسدها العاري تقريبا فهي ترتدي بدلة سباحة من قطعتين صغيرتين للغاية. ظن أنها أجنبية وسألها باللغة الأنجليزية.

"هل أنت بخير؟ هل تستطعين التنفس؟"

أومأت الفتاة برأسها فهي لم تقوى على الكلام بعد. أبتعد عنها خالد خطوتين وجلس على الرمال أمامها حتى يطمئن على حالها. تجمهر العاملين في الفندق حول خالد والفتاة وجاء عاطف مسرعا وهو يصيح.

"إلهام حبيبتي. مالك يا بنتي؟ في أيه؟"

لم تجبه إبنته وأستمرت في السعال لفترة. نظر خالد للأب وإبنته ووقف وأستدار معطيا لهم ظهره. أقترب منه عاطف ولف ليواجه خالد وسأله.

"في أيه يا خالد بيه؟ إيه اللي حصل؟ إلهام مالها؟"

نظر له خالد بغضب وأجابه بحدة.

"في إن بنتك كانت هتغرق. وأنت من شوية بس كنت بتقول مش محتاجين منقذين. لو ما كنتش شوفت بنتك وهي بتغرق دلوقت كانت ماتت وما لاقيتش حتى جثتها علشان تدفنها."

جفل عاطف لحدة خالد وكلامه عن إحتمال وفاة إبنته وحيدته. توجه لإبنته وأحتضنها بشدة وقال.

"الف بعد الشر عليك يا بنتي."

نظر لهما خالد بغضب وقال.

"يا ريت تاخد بالك من بنتك."

أستدار خالد وأبتعد عن المشهد. لم تحتمل الفتاة أسلوب خالد القاسي مع أبيها. فأستندت على كتف أبيها ووقفت ونادت على خالد.

"يا أستاذ. أنت يا أستاذ."

توقف خالد وأستدار لها ووقف أمامها وقال.

"نعم. حضرتك بتناديني؟"

"أيوة. أنت أزاي تكلم بابي بالشكل ده. أنت مش عارف هو مين. ده مدير الفندق هنا. يعني هو اللي مشغلك ويقدر يرفدك."

أبتسم خالد بسخرية وقال.

"بابي مدير الفندق هنا؟"

رفعت الفتاة رأسها بفخر وتجاهلت نكز والدها لها وقالت.

"أيوة. بابي المدير هنا. أنت أزاي تكلمه كدة؟"

أقترب خالد خطوتين وقال.

"علشان أنا صاحب الفندق ده. يعني أنا اللي مشغل أبوك. وانا اللي أقدر أرفد أبوك. تحبي أرفده."

أتسعت حدقتي الفتاة وتلعثمت وقالت.

"ن.. نعم. أنت.... أنت صاحب الفندق."

أبتسم خالد لإرتباكها وقال.

"أيوة... أنا... أنا صاحب الفندق ده."

غضبت الفتاة لسخرية خالد منها فقالت والغضب يتطاير من عينيها.

"برضه مش من الذوق تتكلم كدة."

نظر لها خالد بتحدي ثم أستدار وتركها. أبتعد خطوتين ولف برأسه تجاهها وقال.

"سيبت الذوق كله لحضرتك. بدل ما تشكريني علشان انقذتك من الموت. حضرتك أول ما قمت بتتخانقي معي. هو ده الذوق بعينه."

لف خالد وابتعد عنهما. توجه لغرفته وبدل ملابسه المبتلة وأستحم ليغسل صورة هذه الفتاة المتمردة من عقله وذاكرته.

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن