تسمر خالد مكانه عندما سمع صوتها يناديه. التفت برأسه للوراء ليتأكد أنها هي من تناديه وليس وهم أو خيال في عقله. وجدها أمامه تقف على عتبة باب الشقة المقابله لشقته. لف بجسده كله وأقترب منها خطوة وسألها.
"أنت كنت فين؟"
أجابته مريم بنظرة طفولية بريئة في عينيها.
"أنا هنا."
سألها خالد بحدة وصوت مرتفع بعض شيء.
"هنا فين؟ أنا من الصبح بدور عليك."
أنتفضت مريم من نبرة صوته وعلامات الغضب على وجهه وعادت خطوتين للوراء. فتح باب الشقة الذي خلفها وظهرت سيدة في الخمسينات من عمرها تظهر الطيبة على ملامح وجهها.
"خالد في أيه يا أبني؟ بتزعق ليه؟"
تمالك خالد أعصابه وكظم غيظه وأجابها.
"لا مفيش يا طنط. أنا بس كنت قلقان على مريم."
"هي من الظهر قاعدة عندي. وهي مستنياك من بدري علشان مش معها مفتاح."
"حصل خير يا طنط. أسف أزعجناك. تعالي يا مريم أدخلي أنا تعبان من الصبح."
أجابته مريم بصوت خافت.
"حاضر." ثم التفتت للسيدة وقالت.
"تصبحي على خير يا طنط. وأسفة أني ازعجتك النهاردة."
"لا أبدا يا حبيبتي. وما تنسيش اللي قولته لك عليه. أي وقت بابي مفتوح لك."
نظر خالد لمريم بنظرات إستفهامية ووجد عينيها تهرب من عينيه وتنظر للأسفل في خوف وخجل. فتح خالد باب شقته بالمفتاح ودخل وترك الباب مفتوح لدخول مريم. تبعته مريم ودخلت الشقة وأغلقت الباب. وجدت مريم خالد جالس على أقرب كرسي ويظهر على وجهه التعب والارهاق ونظرات الغضب تشتعل في عينيه. أقتربت منه ووقفت أمامه وقالت.
"أنا أسفة خالص. أنا عارفة مش مفروض حد يحس بي أني عايشة معك. لكن والله غصب عني. أنا أسفة خالص. خرجت أطلع كيس الزبالة والباب أتقفل علي. وأنا مش معي مفتاح. فضلت قاعدة على السلم مستنية لما أنت ترجع من المدرسة. لكن طنط فريدة شافتني وأصرت أني أدخل أستناك جوا. أرجوك سامحني. علشان خاطري ما تزعلش مني."
"أنت عارفة أن رجلي ورمت من اللف عليك. من ساعة لما رجعت من المدرسة العصر وأنا بلف في الشوارع بدور عليك. أنا كنت هأتجنن من القلق عليك. وأنت هنا قاعدة ومرتاحة في الشقة اللي جنبي."
شعرت مريم بالغضب في لهجته فجلست على ركبها أمامه محاولة أن تراضيه.
"والله ما قصدي أني أقلقك ولا أتعبك. أنا دخلت عندها وفضلت أستناك لما ترجع من المدرسة. قعدت تتكلم معي ودخلت المطبخ معها نجهز الغدا. بعد كدة قولت أكيد أنت رجعت. جيت قعدت أخبط على الباب ما حدش فتح. قولت يمكن أتأخرت في المدرسة. دخلت تاني عندها. قعدنا نتكلم مع بعض لغاية لما سمعت صوت الأسانسير دلوقت وقولت أنت أكيد رجعت. أرجوك علشان خاطري ما تزعلش نفسك. بالله عليك ما تزعلش مني. أنا أسفة خالص."
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم