عم الصمت والحزن الأجواء خلال عودة جاسر ومحمد لمنزل خالد تاركين أياه في غرفة العناية المركزة في المستشفى بعد إنتهاء ساعات الزيارة. وصلا للمنزل ودخل محمد المنزل وأرتمى على كنبة بجوار الباب ودفن وجهه بين كفيه. وضع جاسر أكياس الطعام التي أشتراها لمحمد على الطاولة وجلس بجانب محمد وربت على ظهره وقال.
"ما تقلقش يا محمد. خالد إن شاء الله هيقوم بالسلامة. إن شاء الله خير."
رفع محمد رأسه وسند ظهره للوراء وتنهد وقال.
"يا رب. يا رب يقوم بالسلامة. يا رب يبقى كويس. لو بابا جرى له حاجة أنا...."
أختنقت الكلمات في حلقه. وضع جاسر يده تحت ذقن محمد وأدار رأسه لينظر إليه وقال.
"إن شاء الله مش هتجرى له حاجة. بابا هيبقى زي الفل. ما تقلقش. أدعي ربنا وإن شاء الله هيبقى كويس."
نظر محمد للأعلى وقال.
"يا رب. يا رب بقى تنزاح الغمة ده. أنا تعبت يا رب. أنا تعبت أوي. ماما مش هنا وبابا في المستشفى وأنا مش عارف أعمل أيه."
أنتبه جاسر لكلام محمد وسأله على الفور.
"صح يا محمد. هي ماما فين؟ ما أتصلتش بها ليه؟"
نظر محمد بحزن لجاسر وقال.
"أنا نسيت التليفون هنا لما حضرتك جيت وأخدتني. وماما مسافرة عند أهلها في أمريكا."
"أمريكا!"
أومأ محمد برأسه وقال.
"أيوة. بقالها ثلاث أسابيع هناك."
"طيب ما تجيب التليفون وأتصل بها. أكيد هتيجي لما تعرف."
تلفت محمد حوله. وقف وتوجه لغرفته. خرج من الغرفة بعد دقائق قليلة. فَرَغَ جاسر أكياس الطعام في أطباق ورصها على المائدة. ألتفت لمحمد وسأله.
"أتصلت بها؟"
هز محمد رأسه نفياً. مسح جاسر يده في منديل وأقترب من محمد وسأله.
"ما أتصلتش ليه؟"
مد محمد يده ممسكاً الهاتف لجاسر وقال.
"مش عارف أقول لها أيه."
أخذ جاسر الهاتف منه ونظر فيه. تردد قليلاً قبل الضغط على زر الإتصال. تنهد وألتفت لمحمد وقال.
"طلع لي نمرة خالك أو جدك أكلمهم هم أحسن."
أخذ محمد الهاتف وأتصل بخاله وناول الهاتف لجاسر. وضع جاسر الهاتف على أذنه وأنتظر الرد.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romantikقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم