سمع يوسف آذان الفجر. نفض عنه الغطاء ولامست قدميه الأرض. تمتم بالأدعية وفرك عينيه وتوجه للحمام ليتوضأ ويصلي فرضه.
بعد الصلاة وقراءة الأذكار، أخذ هاتفه من على الطاولة المجاورة لفراشه وأتصل بوالده.
"صباح الخير. ازيك يا بابا؟"
سمع يوسف ضحكة أبيه الخفيفة ثم أجابه.
"مساء النور هنا الساعة لسة ٩ بالليل. أنت نسيت التوقيت ولا أيه؟"
"معلش بقى. أنا بقالي كتير اوي هنا في مصر. أخباركم أيه هناك؟ وأخبار الشغل أيه؟"
"كله ماشي تمام التمام. الصبح هبعت لك أميل بتفاصيل الصفقة مع شركة ثري دابليو. ومناقصة ملعب جامعة يال رست علينا النهاردة. أبقى ابعت الخطة مفصلة علشان نبدأ في المرحلة التمهيدية الأسبوع الجاي."
"حاضر. جيمس قال لي على نتيجة المناقصة في وقتها وأنا بدأت شغل في الخطة من أسبوعين. فاضل تفنيشات بس وأبعتها لك. معلش يا بابا متقل عليك شوية في الشغل وأنت اللي كنت أستقلت من سنتين علشان ترتاح."
"ولا يهمك. بصراحة الرجوع للشغل والإثارة تاني حسسني بالشباب من جديد. ما تقلقش أنت على أي حاجة هنا. الشغل ماشي زي ما أنت عاوز بالظبط. المهم أنت خليك جنب سارة لغاية لما تطمن عليها. طمني أخبارها أيه؟"
تنهد يوسف ومسح على شعره وقال.
"زي ما هي يا بابا. دماغها ناشفة وعنيدة."
"لسة ما رجعتش بيتها؟"
"مش طايقة السيرة حتى. أنا مش عارف أعمل معها أيه."
"وجوزها لسة بيدور عليها؟"
"مالي الفيس بوستات عنها. ومن كام يوم زود المكافئة للي يقول له أخبار عنها. سارة بقت مش عارفة تخرج من البيت خايفة أي حد يتعرف عليها ويبلغه."
"اللي بتعمله ده غلط. ده أسمه هروب وجبن. يا أما ترجع تعيش مع جوزها ووسط عيالها يا أما تطلق وتطمن عيالها عليها وتاخدهم. لكن أنا تفضل مستخبية كدة غلط. ده مش حل."
"عارف يا بابا. أنا قولت لها الكلام ده كله. لكن هي برضه مش عاوزة تقتنع. أخر مرة هددتني لو بلغت جوزها عن مكانها هتهرب مني أنا كمان."
"ما تسمعلهاش يا يوسف. ما توافقهاش على الغلط. بلغ جوزها خليه يجي ياخدها. دلعها ده ما ينفعش."
"يا بابا ما أنا خايف أضغط عليها علشان حالتها النفسية والصحية. أنا مش عاوزها ترجع للحالة اللي كانت فيها. ده كانت عايشة زي الزومبي."
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Lãng mạnقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم