الموسم الثاني - الفصل الرابع والعشرون

17.3K 455 458
                                    

سقط الهاتف من يد خالد ولفت الدنيا برأسه وخارت قدماه وأنهارت قوته تماما. سقط على الأرض لا يقوى على الحراك. حاول خالد أن يعتصر ذاكرته ليتذكر صورة مريم في ذلك اليوم.

حاول أن يتذكر آخر مرة رأى وجهها.

آخر مرة نظر في عينيها.

آخر مرة سمع ضحكتها.

أخر مرة أرتوى بإبتسامتها.

حاول أن يتذكر كل ما مر به من لحظات بينه وبين رفيقة عمره. وسأل نفسه

هل هذه النهاية؟

هل فعلاً لن يراها ثانياً؟

آخر فرصة له ليسمع صوتها الحنون.

لم يستوعب عقله ما يحدث. أزدحمت الذكريات واللحظات في عقله. رفع كفيه ومسك رأسه لعله يمنعه من التفكير. بدأ يهز رأسه نافيا بعنف رافضا واقعه المؤلم.

* * *

سمع محمد صوت هاتف خالد يرن ورأى أبيه دخل غرفته ليتلقى الإتصال. دخل محمد غرفته ودثر أخيه عمر في فراشه وجلس على سريره وأنقبض قلبه فجأة. جال بخاطره أن الإتصال الوارد لأبيه متعلق بأمه. خرج من غرفته وتوجه لغرفة أبيه ووجد الباب مفتوحاً. طرق على الباب ودخل وذهل عندما رأى أبيه جالس على الأرض ووجه شاحب.

نادى محمد أبيه ولكن خالد لم يجبه. جلس محمد على الأرض بجانب أبيه وهز كتفه. نظر له خالد بعيون زائغة ولم يجبه. هز محمد كتف أبيه بشدة وناداه.

"بابا. بابا مالك؟ في أيه؟"

نظر خالد لإبنه وعاد لواقعه وأجابه.

"هه؟"

"بابا في أيه؟ ماما جرى لها حاجة؟"

تلفت خالد حوله ووقف. أخذ مفاتيحه وهاتفه وقال.

"خلي بالك من أخواتك. أنا رايح مشوار مهم."

خرج خالد من غرفته وتبعه محمد.

"رايح فين يا بابا؟ في أيه؟ ماما جرى لها أيه؟"

توقف وأستدار خالد وألتفت لمحمد مسكه من كتفيه ونظر في عينيه وقال.

"خد بالك من أخواتك. أنت رجل البيت. فاهم؟؟

أومأ محمد برأسه. فتركه خالد وخرج من المنزل. أخذ محمد مصحفه وجلس يقرأ القرآن ويدعو الله أن يحفظ له والداه.

* * *

قاد خالد سيارته بأقصى سرعة مسموح بها. أراد أن يصل في أسرع وقت ويتأكد بنفسه أن تلك الجثة ليست لمريم حبيبته. لا يمكن أن تتركه مريم هكذا. لا يمكن أن تكون حياته معها أنتهت في لمح البصر.

مر بخالد شريط حياته مع زوجته منذ اللحظة الأولى التي ألتقى بها حتى أختفت من أنظاره ليلة زفافه بإلهام. أمتلأت عينيه بالدموع وغشت على رؤيته.

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن