شحب وجه خالد وسألها.
"خرجت راحت فين؟"
"خرجت من الصبح تشتري الدوا بتاعي من الصيدلية ولغاية دلوقت ما رجعتش. بعت عم علي يدور عليها في كل حتة مش لاقينها."
"أزاي ده؟ وأزاي تبعتيها يا طنط وأنت عارفة أنها ما تعرفش المنطقة؟"
"أنا أسفة والله يا ابني. هي اللي أصرت تنزل تشتري الدوا لما ما لاقيتش عم علي. أنا أسفة يا ابني سامحني."
"طيب أقفلي دلوقت وأنا هأتصل بها أشوفها فين."
"ما هي سابت تليفونها هنا لما خرجت."
صاح فيها خالد.
"نعم. يعني أيه سابت التليفون؟"
"ما هي أول لما أتأخرت أتصلت عليها. فضل التليفون يرن ومفيش رد. بعد شوية سمعت صوت رنة التليفون جي من شقتك."
"طيب سلام دلوقت يا طنط. أنا هأرجع دلوقت حالا."
"تيجي بالسلامة يا ابني أرجوك سامحني."
"إن شاء الله خير."
نزل خالد لعمه وأخبره بسفره العاجل بسبب تعب مريم المفاجئ. لم يرد خالد أن يقلق عمه ويخبره أن مريم مختفية منذ الصباح. توجه خالد لمحطة القطار وسافر للقاهرة. كان في قلق قاتل طوال الطريق ويتصل بالسيدة فريدة كل عشر دقائق يسألها عن مريم. وصل خالد للمنزل الواحدة بعد منتصف الليل وتوجه لشقة فريدة على الفور وسألها عما حدث فور فتحها الباب.
"مفيش أخبار عنها؟"
أجابته فريدة باكية.
"لا يا ابني. لغاية دلوقت ما رجعتش."
"هتروح فين بس يعني؟"
"مش عارفة يا ابني. ادخل اشرب ماية بل ريقك."
"أنا هأنزل أدور عليها."
توجه خالد للمصعد وصاحت فريدة ليسمعها.
"ريح بس شوية يا خالد."
أجابها وهو يغلق باب المصعد.
"مش هينفع. أنا لازم أنزل أدور عليها."
نزل خالد ليبحث عن مريم في الشوارع والطرقات وتوجهت فريدة لمصحفها تقرأ القرآن وتدعوا الله أن يحفظ مريم ويجمعهم عليها. طاف خالد في الشوارع يبحث عنها في كل مكان ظن وجودها فيه. بحث عنها في منطقتهم وبحث عنها بجوار مستشفى الأورام ثم وصلت به قدماه لمحطة القطار مكان لقائهما من شهور عدة. دخل المحطة وبحث عنها وسط الحشود ولم يجدها. ظل يبحث ويدور في كل مكان ولم يجدها حتى سمع آذان الفجر. توجه لمسجد الفتح وصلى وناجى ربه وتذكر ما حدث من شهور عندما ظن انه فقدها. ظل يبكي ويدعو ربه ويتذلل له أن يحفظها من أي سوء. شعر بقلق شديد عليها وقبض قلبه من الهواجس التي تملأ عقله وشلت تفكيره.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم