استيقظت مريم قبيل الظهر كعادتها مؤخراً. فتحت عينيها بتثاقل وفركت النوم عنها. أزاحت الستائر وواجهت أشعة الشمس القاسية. دخلت الحمام أغتسلت وتوضأت وصلت الصبح قضاء. أخذت هاتفها وجلست في الصالة وأتصلت بأحدهم.
"الو. أزيك يا سارة عاملة أيه؟"
"الحمد لله. أنت عامل أيه؟ وأخبار الشقة الجديدة أيه؟"
"الشقة حلوة. أنت عارفة أنا واخدها بس هنا في القاهرة علشان أبقى جنبك. طمنيني أخبار الأولاد أيه؟"
"كويسين. مبسوطين أوي باللعب اللي جبتها. بالذات عمر. مش راضي يقوم من على الجهاز."
"عمر ده عسل. أول لما شفته دخل قلبي على طول."
"عارفة. أنا شوفتك وأنت بتحضنه. هو كمان حبك أوي. مش جبت له أكس بوكس. لازم يحبك."
قهقه يوسف وقال.
"ليه؟ هو سهل تشتريه بالفلوس ولا أيه؟"
"مش هو وبس. العيال كلها كدة. تديله لعبة أو حلويات وينسى أهله علشانها. زي ما نسيني."
"ما تقوليش كدة يا مريم. مفيش حد ينسى أمه."
"لا يا يوسف. ولادي نسيوني. ولادي اللي عشت عمري كله علشانهم. اللي دفعت صحتي علشان راحتهم. نسيوني وبقوا يقولوا لواحدة غيري ماما."
"أنت لسة بتقولي أنهم عيال وسهل التأثير عليهم. أنت سيبتيهم سنة كاملة ومحدش كان قصادهم إلا إلهام. هي اللي أهتمت بهم وراعيتهم السنة ده. أكيد هتتولد بينهم صلة ورابطة. لكن الصلة بين الأم وأولادها مفيش أقوى منها. وأنت لو أحتضنتيهم وأديتيهم من حنانك زي زمان أكيد هيرجعوا لك على طول."
"وأنا مخزوني من الحنان خلاص نفد. أنا عشت نص عمري زوجة صالحة وأم حنونة. أخدت أيه بعد كل ده ولا حاجة. جوزي حب غيري وأتجوزها علي وأولادي نسيوني وبقوا يقولوا لها ماما.
"أنا خلاص هعيش لنفسي وبس. مش هدي حد حاجة ولا هجي على نفسي علشان حد. أنا مش مستعدة أضيع صحتي أكتر من كدة."
"طيب أهدي بس. أهدي علشان سكرك. صح قولي لي أنت ما قولتيش ليه لخالد أن عندك السكر."
"وأقول له ليه؟"
"يعني أيه تقولي له ليه؟ أزاي تخبي حاجة زي كدة؟"
"مش هيفرق قولت له ولا لأ. أنا مش مهمة بالنسبة له. ومش لازم أظهر له ضعفي وأعرفه أني كنت هموت بسبب حبه."
"بس يا مريم كدة غلط. يا مريم لو لا قدر الله جت لك غيبوبة سكر مش لازم يكون عارف علشان يتصرف."
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم