كانت الإستعدادات لزفاف خالد ومريم على قدم وساق في منزل إبراهيم. أستطاع إبراهيم بنفوذه ومعارفه إستخراج بطاقة شخصية لمريم بالرغم من صغر سنها. وسعاد كانت مشغولة بترتيبات الحنة لمريم. فقد حاولت أن تظهر أمام إبراهيم سعادتها الغامرة بهذه الزيجة.
أما مريم وخالد فكان يتملكهم شعور آخر غير السعادة. كل ما كان يتملكهم هو القلق والخوف. القلق من هذا القرار المصيري الذي أتخذاه في هذا السن المبكر. كيف سيؤثر هذا القرار على حياتهما. كيف ستكون حياتهما المستقبلية. هل سيندمان على هذه الخطوة. الكثير من الظنون والأفكار كانت تتملكهما. وكان مهربهما من هذه الظنون طريق واحد. اللجوء إلى الله والدعاء والصلاة والتضرع لله أن يلهمهما الخير وأن يعينهما على هذه الخطوة المصيرية في حياتهما.
دبر إبراهيم كل التجهيزات والإجراءات لإتمام الزواج. وقام صالح بكل الترتيبات للزفاف. أما هشام فأرتضى لنفسه بكرسي المشاهدة من بعيد دون التدخل في مجرايات الأمور. راقب بغيظ الفتاة التي رغبها وهي تتأهب للزواج من ابن عمه.
في الصباح السابق ليوم الزفاف، دخل إبراهيم غرفة هشام وقال له.
"عاوزك تاخد أمك ومريم النهاردة وتنزلوا وسط البلد. علشان أمك تشتري كل الحاجات اللي باقية لمريم. الفرح بكرة ومفيش وقت نضيعه."
"حاضر يا ابا. يجهزوا بس وأنا جاهز."
نادى إبراهيم على زوجته.
"سعاد يا سعاد."
دخلت سعاد غرفة هشام وأجابت زوجها.
"خير يا حاج، عاوز حاجة؟"
"أجهزي وأنزلي أنت وهشام أشتروا كل اللي مريم محتجاه. الفرح خلاص بكرة."
"حاضر يا حاج. بس مش كفاية اللي أشتريناه اليومين اللي فاتوا؟"
"لا مش كفاية؟ أنت جيبت لها طقمين خروج وجلابيتين مفيش غيرهم. خلي بالك أنها لما تسافر هناك هتبقى لحالها مش هتعرف تنزل تشتري حاجة. وخالد عمره ما أشترى حاجة لبنتة قبل كدة. فأشتري كل إحتاجاتها دلوقت."
"براحتك الفلوس فلوسك. لو عاوز نشتري السوق كله مش هاقولك لأ."
"لا مش فلوسي. ده فلوس خالد ما تخافيش. هو أصر أن كل حاجة تكون من فلوسه هو."
"ماشي يا حاج. أنا هأجهز دلوقت وأقول لها تجهز هي كمان علشان تيجي معي."
"خلاص أسيبكم أنا علشان أشوف الدبايح اللي هتدبح لبكرة."
خرج إبراهيم من الغرفة. سألت سعاد إبنها.
"مش ناوي تفرد وشك ده بقى؟ هتفضل على طول لاوي بوزك كدة."
"عاوزة مني أيه يا اما؟ مش عملت اللي في دماغك. سيبيني في حالي بقى."
"يا غبي أنا عملت ده كله لمصلحتك."
![](https://img.wattpad.com/cover/167510609-288-k722509.jpg)
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم