بعدما أنهيا صلاتهما نظر خالد لمريم وجد نظرة الفزع والخوف مازالت على وجهها. جز على أسنانه وأقترب منها وأحتضنها. حاول على قدر المستطاع أن يشعرها بالآمان وأنها معه في منزلهم. بعد فترة ذكرها بالسيدة فريدة وقلقها عليها. عرض عليها أن يزوراها لتطمئن على مريم. ولكن مريم تشبثت به ورفضت الخروج من الشقة أو حتى التحرك من حضنه. فأتصل هو بالسيدة فريدة وطلب منها أن تأتي لهما.
بعد بضع دقائق سمعا جرس الباب. حاول خالد الإنسحاب من جانب مريم ولكنها تشبثت به أكثر. فنهض وأخذها معه وتحرك بها للباب. عندما فتحا الباب وجدا السيدة فريدة ووجهها مليئ بالدموع وعينيها متورمتان من البكاء. أقتربت فريدة من مريم ومسكت ذراعها بحنان لتأخذها في حضنها. انتقلت مريم من حضن زوجها لحضن أمها. بكيا معا الأم وابنتها. اقترب خالد منهما وملس على ظهر مريم لتهدئتها. تمتمت فريدة بكلمات الإعتذار وهي مستمرة في البكاء.
"أنا أسفة خالص يا حبيبتي. سامحيني. أنا مش قادرة أسامح نفسي. لو كان جرى لك حاجة أنا كنت أموت. أنا أسفة. أسفة."
"ما تلوميش نفسك يا طنط. ده نصيب. قدر الله وما شاء فعل. الحمد لله مريم رجعت لنا بالسلامة."
رفعت فريدة رأسها من حضن مريم وقالت لخالد والدمع ينهمر من عيونها العسلية الحانية.
"سامحني يا خالد. ما كنتش أعرف أن ده هيحصل. سامحني يا ابني."
"خلاص يا طنط. حصل خير. أنتم هتفضلوا واقفين كدة تعيطوا كتير. أقعدوا بقى."
سحب خالد مريم من حضن فريدة وتوجه بها للكنبة وهو محاوطها بذراعه. أجلسها وجلس بجوارها واندست هي في صدره. جلست فريدة على الكرسي المقابل لهم وسألتهما.
"هو أيه اللي حصل؟ ومريم كانت فين من أمبارح؟"
نظر خالد لمريم يسألها بعينه إذا كانت مستعدة للكلام ولكنها هربت من نظرته ونظرت للاسفل.
"مش مشكلة ايه اللي حصل. المهم أنها هنا وبخير دلوقت. أنا بصراحة جعــــــان جدا. معلش يا طنط تاخدي مريم وتجهزي لنا أكل. أنا ما أكلتش من إمبارح الصبح."
وقفت فريدة ومدت يدها لمريم لتأخذها من حضن خالد ولكنها ألتصقت به أكثر ولم تتركه. نظر لها خالد بحنان وضمها إليه أكثر ليبثها الآمان والسكينة ونظر لفريدة معتذرا لتصرف مريم. أجابته فريدة بنظرة تفهم وتوجهت للمطبخ. بعد نصف ساعة من السكون بين خالد ومريم ظهرت فريدة من المطبخ وسألت خالد.
"تحب تأكلوا مكانكم ولا على السفرة؟"
أراد خالد أن تعود مريم لطبيعتها وأن تتحرك قليلا ففضل أختيار السفرة.
"لا على السفرة أحسن."
رصت فريدة أطباق الطعام الشهية على السفرة ونهض خالد ومعه مريم وتوجه للسفرة أجلسها على كرسي ونظرات الفزع عاودتها لحظة ما انفصلت عن حضنه. جلس بجوارها وأحتوى كفها الصغير في يده. نظر للطعام وقال لها.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم