"عاوز هنا اتنين مراقبين للشاطئ."
قال خالد لعاطف مدير الفندق الجديد وهو يتفقد الفندق للتأكد من الاستعدادات للإفتتاح. مرا على الشاطئ الخاص بالفندق.
"ملهوش لزوم يا أستاذ خالد. بياخدوا مرتب على الفاضي. مجرد انهم واقفين مراقبين الناس على الشاطئ."
توقف خالد فجأة وألتفت إليه وقال.
"ولما تحصل مصيبة وحد يغرق. مش هنشيل أحنا ذنبه."
"إن شاء الله مش هيحصل حاجة. يعني أتنين ياخدوا مرتب قد كدة لمجرد انهم قاعدين يراقبوا الناس اللي نزلت الماية علشان لو حصل وحد دخل جامد في الماية يجبوه."
"اللي أقوله يتنفذ. أنا مش عاوز مصيبة في الفندق."
"حاضر. قبل الإفتتاح هنشغل أتنين منقذين. أي أوامر تانية؟"
"لا أتفضل حضرتك."
دخل عاطف مكتبه وهو في قمة غضبه. فهو رجل في منتصف الخمسينات من عمره وله عشر سنوات خبرة في إدارة الفنادق ولم يحدثه أحد بهذه الغلظة من قبل. وهاهو الأن يتلقى الأوامر من شاب في مقتبل العمر متعجرف بماله. فبدون أموال أبيه وفنادق أبيه التي ورثها كان مصيره عامل إستقبال في أصغر فندق يديره عاطف. ولكن ما باليد حيلة فخالد صاحب الفنادق ورئيسه ولا يستطيع عاطف مخالفته. جلس عاطف على مكتبه وبدأ في تنفيذ توجهات خالد الفاشلة من وجهة نظره.
* * *
جلس خالد على الشاطئ وسرح بتفكيره في حال الدنيا. ففي خلال عشر سنوات نهض بفنادقه التي ورثها عن أبيه. ففندق اللوتس في القاهرة ترقى من فندق ثلاث نجوم لفندق خمس نجوم. وفندق اللوتس في أسيوط ترقى من فندق درجة ثانية لفندق ثلاث نجوم. وبنى فندق اللوتس بشرم الشيخ من الصفر. فهو أكبر إنجاز له في حياته العملية. هذا الفندق يعتبر وليده فهو لم يرثه مثل باقي الفنادق من أبيه. هذا الفندق فكرته وبني من أمواله الخاصة. وهاهو الحلم تحقق أمامه وأصبح حقيقة ويفصله عن إفتتاح الفندق أسبوع واحد فقط.
تعجب خالد من أحوال الدنيا وحمد الله كثيرا على توفيقه في عمله. فلولا مقابلته لمريم من أثني عشر عاما ووجودها بجانبه طوال هذه الفترة ما كان بمقدوره تحقيق كل هذا الإنجاز في فترة قصيرة كهذه. وأيضا لولا حادث الحرق الذي تعرض له منذ عشر أعوام ما كان أنتقل للحياة في أسيوط فترة تعليمه الجامعي وما أكتسب الخبرة الكبيرة في إدارة الفنادق من خلال عمله في فندق أسيوط لفترة أربع أعوام بأكملها.
أبتسم خالد عندما تذكر أصعب وقت مر عليه في حياته وقت إصابته بذلك الحريق والآلام المفجعة التي تحملها في ذلك الوقت. تسائل لو علم حسام أن بذلك الحادث الذي دبره أسدى خدمة عظيمة لخالد. بدلا من أن يتسبب ذلك الحادث في فشله في دراسته بل تسبب في نجاحه ووصوله لهذه المكانة في وقت قياسي.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم