الموسم الثاني - الفصل التاسع عشر

15.8K 462 199
                                    

"بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما بخير."

بهذا الدعاء أنهى المأذون عقد القران. لظروف خاصة كان الزفاف وعقد القران معا. فرح الجميع وأنهالت التهنئات على العروسين. صافح العريس عروسه لأول مرة ورف قلبه من شعور غريب فاجأه.

مشاعر سعادة وإثارة ممزوجة بقلق من المجهول ومن تبعات قراره. جذب عروسه إليه وأحتضن رأسها بكفيه الكبيرين وقبل جبينها. شعر برعشة زوجته وتوترها لإقترابه منها الشديد. أبتسم وبارك لها وأحتوى يديها الصغيرة بيده واخذها لمنزلهما ليبدءا حياة جديدة.

* * *

ركب خالد السيارة المزينة ومخصصة للعروسين. جلس خلف المقود. أعتلت الإبتسامة وجهه معبرة عن مدى سعادته.

نظر لمرآة السيارة ونظر في عيني جاسر من خلال المرآة. غمز له وقال بشفاهه كلمة مبروك. نظر جاسر له نظرة شكر. عدل خالد وضع المرآة حتى يترك بعض الخصوصية لصديق عمره وزوجته والتفت للطريق وبدأ يقود السيارة بمهارة ويقوم ببعض الحركات المعلنة لوجود زفة فرح في الطريق.

* * *

فتح جاسر باب شقته وأشار لندى لتدخل وتبعها هو. تلفتت ندى حولها بتوتر. أشار لها لغرفة النوم وقال.

"أدخلي غيري هدومك وأنا هدخل أخد دش."

أومأت ندى برأسها ولم تجبه بشيء ولكنها دخلت الغرفة التي أشار لها عليها. دخل هو الحمام وأستحم وخرج وجدها تجلس في الصالة مرتدية إسدال صلاة. نظر لها وتأمل ملامح وجهها الملائكي. تعجب أنه وجدها كما يتذكر تماما بالرغم من أنه كان يعتقد أن ملامحها محيت من عقله. فهو لم يراها منذ ثمان شهور. ألقى التحية وجلس بجوارها على الكنبة. شعر بتوترها منه وبعدت عنه ندى قليلاً. فحمحم وقال.

"الحمام فاضي لو عاوزاه."

تمتمت بصوت منخفض يكاد لم يسمعه وقالت.

"هدخل أتوضى."

دخلت ندى الحمام وجلس جاسر يفكر فيما يفعل. فهو الآن بدأ حياته مع إنسانة لا يعرفها. ومن الواضح له أنها لا تحبه ولا تتقبله. كيف سيعيش معها حياته. فهو كان يظن بعدها عنه بسبب تدينها ولكنها حتى بعد زواجهما لم تتكلم معه بأي كلمة تظهر مشاعرها له. الرحلة في السيارة بعد عقد القران كانت صامتة طوال الطريق. وحتى بعدما دخلوا شقتهما لم تنطق إلا بكلمتين.

قرر أن يصبر عليها حتى تعتاد عليه فهو لا يستطيع أن يبدأ حياة زوجية وهي لا تتقبله. وإذا لم ينجح في حفر أسمه في قلبها سيتركها. فلا يمكن أن يعيش حياته مع إنسانة لا تحبه. قطع أفكاره خروجها من الحمام ووقوفها أمامه تناوله سجادة الصلاة وقالت.

"هتصلي؟"

نظر لها جاسر وقال.

"هه. أيوة أيوة. طبعا هصلي."

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن