الفصل الثاني والعشرون

20.2K 476 34
                                    


جرت مريم لشقتها ودخلت غرفة خالد فور سماعها نداء فريدة. جلست مريم بجانب السرير القرفصاء لتفحص ساق خالد بعينيها ثم رفعت نظرها لوجهه وسألته بإلتهاف.

"حصل إيه يا خالد؟ سلامتك الف سلامة."

استند خالد على كوعيه واعتدل في جلسته على السرير ونظر لها بحنان مشفقا عليها من قلقها.

"مفيش حاجة يا مريم. ده شرخ بسيط يا ماما. عادي خالص الموضوع مش كبير ولا حاجة."

نظرت له مريم بعيون دامعة وسألته.

"بتوجعك؟ أعمل لك حاجة؟"

مد خالد يده ومسح دموعها من على وجهها.

"بس يا حبيبتي ما تعيطيش. بقول لك مفيش حاجة."

وقفت مريم على قدميها ثم انحنت بجذعها وسحبت وسادة موضوعة بجانبه ووضعتها خلف ظهره. اقتربت منه وحاوطت جذعه بذراعيها لتسنده للوراء. ساعدها خالد بإستناده على كفيه على السرير وعاد بجسده للخلف.

"أسند ظهرك كدة."

مالت مريم وحملت قدمه بحرص شديد ورفعتها على السرير أمامه.

"أنت مرتاح كدة؟"

"أيوة الحمد لله."

وقفت فريدة تراقبهم بصمت تبتسم فقط وتشعر بالسعادة للألفة الجلية بينهم.

"محتاج مني حاجة يا خالد ولا هتنام زي ما قولت لأصحابك؟"

"لا تصبحي على خير أنت يا طنط. معلش تعبناك معنا. أنا هغير هدومي وأنام على طول."

"مريم لو احتجت أي حاجة في أي وقت خبطي علي بس وأنا هأجي على طول."

"ربنا ما يحرمنا منك يا ماما أبدا."

لاحظت مريم الألم على تعبيرات وجه خالد.

"خالد أنت موجوع؟"

"شوية شكل المسكن مفعوله أنتهى."

"أنا عندي مسكن قوي هأروح شقتي أجيبه لك علشان تعرف تنام."

"مش مشكلة يا طنط. أنا هأستحمل مش بحب المسكنات."

أعترضت مريم على كلام خالد.

"لا أزاي مش هتعرف تنام من الوجع. معلش يا ماما هاتي المسكن."

"حاضر يا حبيبتي."

"مش لاز..."

قاطعته مريم قبل أن يعترض.

"ماما هتجيب المسكن لو احتجناه يكون جنبنا. بدل ما نخبط عليها نصحيها نص الليل."

"ماشي براحتكم."

ذهبت فريدة لشقتها لتحضر المسكن. توجهت مريم لدولاب خالد وأخرجت منه قميص وبنطال مريحيين ليبدل ملابسه. ناولت مريم الملابس لخالد وخرجت من غرفته. بعد عدة دقائق سمعته ينادي عليها. دخلت مريم وجدته بدل القميص ولكنه لم يبدل البنطال.

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن