جلس خالد أمام شاشة الحاسوب وهو مترقب. جلست مريم بجواره على السرير وفي حجرها عباءة تطرزها. سألت زوجها دون أن ترفع رأسها عما تفعله.
"أيه الأخبار يا خالد؟ لسة الموقع واقع؟"
زفر خالد بضيق وأجابها.
"لسة يا مريم.انا قاعد القعدة ده من بعد ما صليت العشاء والساعة بقت واحدة ولسة مش راضي يفتح."
"إن شاء الله خير ما تقلقش."
"يا رب يا مريم. نفسي قوي أنجح."
"إن شاء الله. هتنجح وتدخل الكلية كمان اللي نفسك فيها."
لوى خالد فمه وضحك بسخرية وقال.
"كلية أيه يا مريم. أنا نسيت حوار الكلية ده من يوم الحادثة. يا رب بس أنجح. عاوز أخلص من المدرسة ده علشان أقدر أثبت جوازنا. الشهور بتعدي وأنا مش عاوزك تولدي من غير ما يكون في أيدينا قسيمة."
لفت مريم بجسدها تجاهه ووضعت يدها على خده وجذبته إليها ونظرت في عينيه وقالت.
"إن شاء الله هتنجح وتثبت جوازنا وكمان هتدخل الكلية. أنت تعبت يا خالد وربنا عمره ما يضيع تعبك."
رفع خالد يده وأخذ يدها من على وجهه وقبلها وقال.
"أنا لو نجحت السنة ده يبقى الفضل لتعبك بعد ربنا. أنت تعبت معي قوي يا مريم. أنا من غيرك كنت ضعت السنة ده. ربنا يخليك لي يا رب."
"ما تقولش كدة يا خالد. أنا لو أديك عمري كله مش هقدر أوفي لك حقك. اللي أنت عملته معي مفيش حد يعمله."
"أنا ما عملتش حاجة يا حبيبتي."
ربتت مريم على خده وقالت.
"ربنا يخليك لي يا حبيبي ويقدرني على رد جمايلك."
"أنا كل اللي بعمله ده واجبي مفيش جمايل بيني وبينك. أنت مراتي فاهمة يعني أيه مراتي."
"فاهمة يا حبيبي. أنت جوزي وحبيبي وعيلتي وكل حاجة في الدنيا ده كلها."
عدل خالد في ياقته الوهمية ورفع رأسه بكبرياء مصطنع وقال.
"أيوة يا رب بس تعرفوا قيمتنا."
ضحكت مريم وقالت.
"عارفها ومقدراها والله."
لمح خالد شاشة الحاسب وفز مندهشا وصاح.
"الموقع اشتغل يا مسهل."
غرزت مريم الأبرة في بكرة الخيط ووضعت العباءة بجانبها وبرقت في شاشة الحاسب وقالت.
"جرب كدة وإن شاء الله خير."
دقيقة ووقف خالد فوق السرير يقفز من فرحته ووقفت مريم أيضا وسألته.
"أيه يا خالد؟ نجحت؟"
"نجحت يا مريم. نجحت يا حبيبتي. نجحت نجحت نجحت."
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Roman d'amourقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم
