أنهت مريم المكالمة مع زوجها وقامت غسلت وجهها وبدلت ملابسها وأرتدت عباءة مطرزة رقيقة وأسدلت شعرها. جرت على الباب عندما سمعت صوت الباب يفتح بالمفتاح. أستقبلت زوجها بإبتسامة وظهر الشوق جلي في عينيها التي لم تتكحل برؤيته منذ ما يقارب الشهرين بأكملهم.
دخل خالد الشقة وسلم على زوجته وقبلها وتبعته إلهام للداخل. أستقبلتها مريم وأخذت بيدها لكنبة بالقرب من الباب وجلست بجوارها. مررت مريم نظرها على إلهام ووجهها الظاهر عليه أثار الضرب وشفتيها الزرقاوتان وعينيها المتورمتان من البكاء وشعرها الهائج الثائر. نزلت بنظرها رأت ملابسها الممزقة ولحمها العاري. حاولت إلهام أن تستر جسدها بما تبقى من سترتها القصيرة. رفعت مريم نظرها لخالد الواقف أمامها وعلامات الغضب جلية على ملامحه وسألته.
"في أيه يا خالد؟ مالها إلهام؟"
أنفجرت الهام في البكاء عند سماعها سؤال مريم وألتفت خالد لزوجته وصاح بغضب.
"في أن الهانم راكبة تاكسي لوحدها بعد نص الليل وهي لابسة من غير هدوم أصلا. هيكون في أيه يعني؟"
نظرت إلهام له بغيظ عند سماع كلماته وإتهامه الواضح وقفت أمامه وقالت بعصبية.
"أنت بتغلطني أنا؟"
"طبعا يا هانم. أمال أغلط مين؟ أغلط السواق؟ لا طبعا. السواق ده واحد لاقى واحدة بتعرض جسمها للي يسوى وما يسواش قال اجرب."
وقفت مريم وصاحت فيه.
"خالد. ما يصحش اللي بتقوله ده."
"بلا يصح ولا ما يصحش. الهانم لو كنت أتأخرت عليها دقيقة واحدة كانت ضاعت. الله أعلم كان السواق هيعمل فيها أيه. كان هيقتلها بعد ما يغتصبها ولا هيسيبها مرمية في الشارع لكلاب السكك تكمل عليها بعد ما يخلص هو.
"لا والهانم بدل ما تحس بالمصيبة اللي كانت هتحصل لها جاية تقاوح وتقول انها مش غلطانة."
علت شهقات إلهام فأخذتها مريم في حضنها ووبخت زوجها.
"مش وقته خالص اللي أنت بتقوله ده دلوقت. أنت مش شايف حالتها؟"
صاح فيها خالد.
"يعني أنا اللي غلطان؟ فعلا أنا غلطان أني أنقذتها. كان المفروض أطنش ولا كأني شوفت حاجة وأمشي وأسيبها يعمل فيها اللي يعمله. يغتصبها يقتلها يخفيها أنا ما..."
قطعه صوت مريم تستنجد به فقد شعرت بثقل جسد إلهام وهي لا تقوى على حمله بمفردها.
"ألحقني يا خالد."
أسرع خالد وألتقط جسد إلهام المتهاوي بين ذراعيه وحملها ووضعها على الكنبة. أحضرت مريم زجاجة عطر من غرفتها ورشت منها بالقرب من أنف إلهام. بدأت إلهام تتأوه وتتحرك مقلتيها. رفعت إلهام يدها ودلكت جبهتها وفتحت عينيها وجدت خالد يقف بجانب رأسها ومعه كوب ماء ومريم بجوارها تسألها بقلق.
أنت تقرأ
لا تترك يدي (كاملة)
Romanceقصة عن أتنين من مجتمعنا عايشين وسطنا أحلامهم بسيطة وحياتهم مليئة بالصعاب بمناسبة وصول القصة للمليون قراءة تم نشرها على موقع الأمازون تبع مكتبة كيندل شكرا جزيلا لتشجيعكم