صفق ياغيز باب مكتبه في الشركة و ركل الكرسي الذي أمامه برجله..يكاد يستشيط غضبا..هذا الذي يحدث معه ليس بالأمر العادي أو الطبيعي..فأن تصيبه كل هذه المصائب دفعة واحدة..و أن يخسر و يخسر دون توقف ..أن يفشل و يخيب أمله المرة تلو الأخرى..فهذا أكبر من أن يستطيع تحمله..يشعر أن الدنيا تسود في عينيه..و أنه بدأ يفقد ثقته في نفسه..و ثقة والده فيه..فقد سلمه إدارة شركة الإعلامية و الحواسيب و جعله المسؤول الأول عنها..يحق له اتخاذ القرارات دون الرجوع إليه..فهو ابنه الكبير..و مصدر فخره ..و موضع ثقته..لكنه خسر مناقصتين متتاليتين..و ساءت سمعة الشركة بعد ظهور عيوب في الحواسيب الجديدة ..و صارت الشركة على مشارف الإفلاس..لا و لم يكتفي بذلك..بل تخاصم مع خطيبته دويغو ( ديلان دينيز) بعد أن اتهمته بأنه يهملها و لا يقضي معها الوقت الكافي..كلمة فشل تتراءى أمام عينيه بإستمرار..يتمنى أن يخرج من هذا الوضع المزري الذي وجد نفسه فيه..لكن ذلك لا يتحقق بمجرد التمني..بل يحتاج الأمر إلى معجزة تنقذه من مواجهة مع والده يسعى إلى تأجيلها قدر الإمكان..اتصل بصديقه مارت( جوكهان ألكان) لكنه لم يجب ..كان يحتاج إلى الحديث مع أي شخص..أن يفضفض و أن يشتكي كل ما يعتمل داخله..و أن يعبر عن كل المشاعر التي يحس بها..أخذ مفاتيح سيارته و خرج من الشركة..ركب سيارة المرسيدس السوداء خاصته و نظر إلى نفسه في المرآة الصغيرة..عيونه تبدو متعبة و متورمة من خلف زجاج نظاراته الطبية ..ملامحه متجهمة و جبينه مقطب..تأفف بضيق و تحرك مسرعا..بعد حوالي ساعتين في ملهى ليلي قضاهما في شرب النبيذ..خرج مترنحا و نظر يمنة و يسرة..لم يكن يستطيع القيادة بتلك الحال التي هو عليها..و لا يريد أن يعود إلى قصر الإيجمان..مشى أمتارا قليلة..وجد نفسه أمام باب باللون الأحمر..تقف أمامه فتاة لا تكاد تخفي من جسمها شيئا..اقتربت منه و وضعت يديها حول عنقه و هي تقول" أيها الوسيم..هل تحتاج إلى رفقة؟" ابتسم بصعوبة و هو يفتح عينيه بتثاقل..هز رأسه و تبعها إلى الداخل..لم يكن يدري مالذي جاء به إلى هنا..و هل سيجد هنا حلا لمشاكله ؟ ..لا يدري..وجد نفسه بعد لحظات في غرفة صغيرة ..نوافذها عالية و ستائرها حمراء..أضواءها خافتة و تنبعث منها أصوات موسيقى ..
أنت تقرأ
تميمة حظي
Romanceالحظ..كلمة قد لا تعني شيئا للبعض..و قد تكون كلمة محورية في حياة آخرين..قد تتغير حياة البعض بضربة حظ..و قد تنهار حياة آخرين بسبب سوء حظ..قد نكون محظوظين فعلا عندما نلتقي شخصا يكون هو تميمة حظنا و مصدر سعادتنا و سببا لانقلاب حياتنا رأسا على عقب..و لكن...