٥٨..فراق مؤقت

2.3K 52 0
                                    

هز ياغيز رأسه بالإيجاب و قال" حسنا..سنفعل ذلك..سنعود اولا إلى المنزل..ثم تأخذ هزان حقيبة ثياب معها و تترك القصر..لكي يتأكد من انها تركتني..لأنه يراقبنا..و سننتظر حتى يظهر ذلك الوغد" ابتسم ماهر و قال" سيحدث ذلك..انا متأكد..المهم أن ننفذ الخطة بحذافيرها..و يجب أن يلتزم كل واحد منكما بالجزء المخصص له..سيكون ممنوعا عليك أن تلتقي بها أو ان تذهب إليها..يجب ان يصدق سونار بأنكما انفصلتما و إلا لن يظهر ابدا ..و لن نستفيد شيئا من كل ذلك" وقف ياغيز و اخذ يتحرك هنا و هناك..تأفف بقوة و مرر أصابعه خلال شعره..وقف ماهر بجانبه و قال" أخي..أعلم أن ذلك سيكون صعبا عليك..لكنها فترة قصيرة و ستمر..و سينتهي بعدها ذلك الكابوس المزعج..و ستكون مع هزان لبقية حياتك..دون خوف او توتر" نظر إليه ياغيز و قال" أتمنى ذلك..أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس بسرعة لأنه سيكلفني غاليا" ابتسم ماهر و قال" اتعلم..حبكما مميز و نادر..حافظا عليه و احمياه بكل ما أوتيتما من قوة..أنتما محظوظان بوجود أحدكما مع الآخر..لقد تأخر الوقت..يجب أن أذهب..سلم على هزان عندما تستيقظ" عانقه ياغيز و قال"شكرا لك أخي..سأبلغها سلامك" ذهب ماهر و بقي ياغيز مستيقظا..امسك فنجان قهوته و جلس قبالة هزان..إلى أن انهكه التعب..و مال برأسه على السرير و نام..في الصباح..عادت هزان مع ياغيز إلى المنزل..أخبرها و أخبر أبويه بالخطة التي سيطبقونها..تفهم الجميع ذلك و اتفقوا على تطبيق الخطة بحذافيرها..صعدت هزان إلى غرفة النوم و جلست على حافة السرير..جلس ياغيز بجانبها و امسك يدها و هو يقول" ستذهبين إلى منزلنا الذي اهداه لنا مارت..هناك آمن..خاصة مع وجود جهاز الإنذار و كاميرات المراقبة..سأتصل بك دائما..لكنني ممنوع من المجيء لرؤيتك..لا أعلم كيف سأنجح في تحمل ابتعادك عني..لكن..المهم أن نتخلص من ذلك الحقير" لامست هزان وجهه و قالت"و أنا ايضا لا أعلم كيف ستمضي الساعات من دونك..لكن..ماذا نفعل..علينا أن نتحمل ذلك..لكي نتخلص من هذا الكابوس" عانقها ياغيز بقوة و قال" سأشتاق إليك..كثيرا" قالت" و أنا أيضا" رن هاتفها فابتعدت عنه و قرأت الرسالة الجديدة" هي اربع و عشرون ساعة أخيرة..اما أن تتركي ياغيز..و إلا سيكون تهديدي حقيقيا هذه المرة..اختاري..اما حياته..أو موته..أنت ادرى" ارت هزان الرسالة لياغيز الذي أخذ يلعن بصوت عال..وضعت هزان يدها على كتفه و قالت" لقد حان وقت تنفيذ الخطة..و إلا سنكون أمام خطر حقيقي" لم يجبها ياغيز..بل تابعها بعينيه و هي تجمع ثيابها في حقيبة..

انهت هزان جمع ثيابها و همت بالخروج عندما أمسكها ياغيز من يدها و جذبها نحوه بقوة..تلامست وجوههما فاحتوى شفتيها بين شفتيه في قبلة محمومة..لفت ذراعيها حول عنقه و بادلته قبلاته بأخرى أعنف منها..تمازجت شفاههما و اختلطت أنفاسهما و تسارعت دقات قلبيهما..ضغط عليها بين ذراعيه كأنه لا ينوي افلاتها ابدا..لا يريد لهذه اللحظة أن تنتهي..لا يريد لها أن تنساب من بين أحضانه و تغيب عن ناظريه..يكره تلك اللحظة التي ستذهب فيها و تتركه..حتى و لو كان ذلك لفترة قصيرة فقط..كان يقبلها بلهفة المرة الأخيرة..كأنه يخزن هذه اللحظة في عقله و ذاكرته و يتزود بها للأيام القادمة..و التي ستكون من دونها..تحررت هزان من عناقه بعد لحظات و حملت الحقيبة و خرجت مسرعة من الغرفة..لو لم تفعل ذلك لما تركها و لما سمح لها بالتحرك من امامه..وصلت امام البوابة الخارجية..لحق بها كما هو متفق عليه في الخطة..صاح بها بصوت مسموع" لا تستطيعين الذهاب هكذا..يجب ان نتحدث..لا تفعلي بي هذا..بقيت ايام قليلة على زواجنا..هزان..عودي إلى وعيك..لا تذهبي" نظرت إليه هزان و اجابته" كل شيء انتهى..لن اتزوجك..لا اريدك..و لا اريد ان أرى وجهك مرة أخرى..اخرج من حياتي إلى الأبد..ليذهب كل منا في طريقه" أمسكها من يدها و قال" لا تذهبي..لا تتركيني" ابعدت يده عنها و قالت" لا توقفني..سأذهب..لا تبحث عني..لن اكون معك..و لن اتزوجك..الوداع" و تحركت مبتعدة من امامه و استقلت سيارة أجرة كانت تمر من هناك..بقي ياغيز في مكانه يتابعها بعيون غلبتها الدموع..حتى لو كان ذهابها مؤقتا و ما قالته مجرد تمثيل فإنه آلم قلبه و اوجع روحه بقوة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن