أسبوعان مرا على خروج ياغيز من المستشفى قضتهما هزان و هي تلازمه و تعتني به..و في نفس الوقت لا تهمل دواءها و فحوصاتها المستمرة..و اليوم..هو اليوم الموعود..يوم زفافهما..اختارت العائلة أن يكون في حديقة القصر..وضعت الطاولات البيضاء المزينة بباقات زهور حمراء و بيضاء في ارجاء الحديقة..و على الجانب الأيمن وضعت طاولة كبيرة بجانبها كراسي للعروسين و لكاتب العدل و للشهود..كانت بطن هزان قد بدأت بالظهور لذلك كان اختيار الفستان دقيقا جدا لكي يكون مريحا لها..كان مشدودا من العنق و عاري الظهر و ينسدل على جسدها مظهرا بطنها الصغير ..كانت حوافه مطرزة بقطع ألماسية لامعة..على رأسها وضعت طرحة طويلة نقش عليها كلمة ياغهاز و رفعت شعرها الطويل في شكل ظفيرة ملفوفة..تفنن اخصائي الماكياج في وضع مساحيقها الهادئة و التي زادتها جمالا..سمعت هزان طرقا على الباب..قالت" ادخل" فدخل ياغيز و نظر مباشرة ناحية عروسه..لمعت الدموع في عيونه البلورية و اقترب منها..كانت تقف أمام المرآة..أشار إلى الماكيير بالخروج و وقف خلفها..وضع يديه على بطنها و رأسه على كتفها و همس" انت جميلة جدا..أحبك هزان" همست" أحبك ياغيز" مرر ياغيز أصابعه على بطنها و تمتم" ابني..و انت..ستكون شاهدا على زواج أمك و أبيك اللذان يعشقان بعضهما إلى ما لا نهاية..اتعلم بني..والدك محظوظ جدا بهذه العروس التي هي أمك" قبلته هزان على خده و قالت" أنا المحظوظة بني..لديك والد و لدي زوج تحسدني عليه كل نساء العالم..ستأتي إلى هذه الدنيا..و ستتعرف عليه بنفسك" ادارها ياغيز نحوه و قال" انت تميمة حظي حياتي..لا تنسي ذلك" ثم اخرج من الطاولة الصغيرة التي امامه علبة زرقاء..فتحها فإذا فيها عقد الماسي و اقراط تناسبه..ألبسها لها ثم اختطف قبلة سريعة من شفتيها و قال" لقد حان وقت النزول إلى الأسفل..الجميع في انتظارنا"..
أمسك ياغيز يد معشوقته و نزل على الدرج..انطلق صوت التصفيق و علت ابتسامات الموجودين وجوههم..ضغطت هزان على يد ياغيز كأنها لا تكاد تصدق أنها و اخيرا ستتزوج من تحب..نظر إليها و ابتسم كانه يقول لها صدقي..ها نحن نتزوج أخيرا..وصلا إلى الطاولة و جلسا أمام كاتب العدل..و امام الشاهدين اللذان هما مارت و ليلى..انطلق المأذون في المراسم ثم سألهما قائلا" سيدة هزان شامكران..هل تقبلين بالسيد ياغيز ايجمان زوجا لك؟" اجابت" نعم..و حتى آخر أنفاسي" صفق الجميع بسعادة..ثم سأل ياغيز" و أنت سيد ياغيز ايجمان..هل تقبل بالسيدة هزان شامكران زوجة لك؟" اجاب" بكل تأكيد أقبل..نعم" ثم سأل الشاهدين ان كانا يقبلان بالشهادة على العقد فأجابا بالإيجاب..وقع ياغيز و هزان و مارت و ليلى على عقد القران ..وقف المأذون و قال" و انا بموجب السلطة الموكولة إلي أعلنكما .." قاطعه صوت دويغو التي اقتربت من المنصة و هي تحمل مسدسا تصوبه نحو رأسها و تقول" لا..لا تزوجهما..ياغيز لي وحدي..سيتزوجني انا..او سأقتل نفسي أمامه الآن" حملق الحضور في دويغو التي كانت في حالة يرثى لها..شعرها منكوش و عيونها متورمة..نظر إليها ياغيز و قال" دويغو..لا تفعلي..تقبلي الأمر..أنا و هزان تزوجنا و انتهى الأمر..مازلت شابة و الحياة أمامك..و ستجدين لنفسك انسانا يحبك و . " قاطعته و هي تصرخ" لا..لن أجد لنفسي شخصا غيرك..أنت حبيبي..أنا فعلت كل شيء لكي أستعيدك و أبعد تلك المشؤومة عنا..أنا من أخرج سونار من السجن..و اتفق معه على خطف هزان..ليته قتلها و اراحني منها..لكنه مات..و لم يستطع فعل شيء" ثم حملقت في هزان و في بطنها للحظات بعيون كلها حقد..أبعدت المسدس عن رأسها و وجهته تجاه هزان و هي تقول" و لماذا أقتل أنا نفسي..لأقتلها هي و ابنها ..و اتخلص منهما..هذا أفضل" وقف ياغيز أمام هزان و قال" دويغو..ساتشمالاما..لا تهذي..اذا كنت ستقتلين احدا..فاقتليني أنا..اتركي هزان..لا ذنب لها في كل ما حدث..انا من تركك و خانك و احب غيرك..اقتليني..هادي" ابعدته هزان و هي تقول" هايير..أنا المذنبة..اقتليني انا..هيا صوبي سلاحك نحوي..هيا.."
أنت تقرأ
تميمة حظي
Romanceالحظ..كلمة قد لا تعني شيئا للبعض..و قد تكون كلمة محورية في حياة آخرين..قد تتغير حياة البعض بضربة حظ..و قد تنهار حياة آخرين بسبب سوء حظ..قد نكون محظوظين فعلا عندما نلتقي شخصا يكون هو تميمة حظنا و مصدر سعادتنا و سببا لانقلاب حياتنا رأسا على عقب..و لكن...