٣٥..حامل

3.1K 57 0
                                    

حملقت فيه هزان و سألت بعصبية" كيف تجرؤ على الدخول علي هكذا؟ ألا تمتلك ذرة حياء يا هذا؟" رمقها بنظرة مقيتة و قال و هو يقترب منها" بلى..أملك الكثير من الحياء..لكنني أريد الحصول عليك..تستطيعين اختيار الطريقة..اما برضاك او غصبا عنك" نظرت هزان يمنة و يسرة كأنها تبحث عن اي شيء تستعمله كسلاح للدفاع عن نفسها..لكنها لم تجد..تقدم تجاهها و اخذت تتراجع إلى الخلف..وجدت نفسها محاصرة بين الحائط و بين جسمه الضخم..احاطها بيديه من الجهتين لكي يمنع هربها..نظر إليها بطريقة مخيفة و مقززة..بدا كأنه يلتهمها بعينيه..كأنه يعريها من ثيابها..تكلم بصوت خشن" إلى أين ستهربين الآن؟ ها انت تحت رحمتي..استسلمي و لا تقاوميني" هزت رأسها بالنفي و اجابت" لا..أبدا..ابتعد عني..لا تفعل..اتركني" و اخذت تضربه بكلتا يديها على صدره..لكنه لم يتحرك خطوة واحدة للوراء..بل أمسك يديها و ثبتهما فوق رأسها و هم بتقبيلها..اشاحت بوجهها و اخذت ترتعد من الخوف..أنشب اصابعه في وجهها و حاول تقبيلها بالقوة فركلته بكل ما اوتيت من قوة بين ساقيه..احتنق وجهه و بدا الألم جليا على ملامحه..تراجع إلى الخلف و اخذ يلعن بأعلى صوته..ابتعدت هزان عنه و مشت خطوتين ثم شعرت بألم شديد في رأسها ..فقدت الوعي..و سقطت على الارض..

اتصل سونار بدويغو و أخبرها بما حصل فقالت" ابقى مكانك..سأحضر طبيبا و آتي إليك..لنرى ماذا أصاب تلك الساقطة" ..عاد ياغيز إلى منزل مارت بعد يوم طويل من مراقبته لدويغو..لم يذق طعم الأكل و لم يرتاح و لو قليلا..كان كأنه يجلس على الجمر..لا الأرض تتسع له و لا السماء..كل الأمكنة تضيق به و تطبق على صدره..نظر مارت إلى وجهه الشاحب و سأل" هل من جديد؟" هز رأسه بالنفي و أجاب" لا..لم أجني شيئا من مراقبتي لدويغو..يوم عادي فقط..أشعر أنني ادور في حلقة مفرغة..أكاد أجن" جلس مارت امام ياغيز و قال" ياغيز..أخي..يجب أن تتحلى بالصبر..اذا كانت هي من خطفت هزان فلن يكون سهلا أن تمسك بها بهذه السهولة..لا اعتقد أنها وحدها في هذه القصة..لا بد من وجود شريك او شركاء لها" قطب ياغيز جبينه و تمتم" شركاء..من سيكونون؟ و لم قد يساعدونها؟ ربما من أجل المال..أوف يالله..سأجن" ربت مارت على كتف صديقه و قال" اهدأ ياغيز..العصبية لن تفيدك في شيء..سنفكر معا و سنجدها..لا تيأس من اولها" نظر إليه ياغيز بعيون دامعة و وضع يده على صدره و قال" و هذا؟ ماذا افعل به؟ و كيف سأجعله يهدأ..انني احترق يا مارت..قلبي يتمزق..عيوني لا ترى شيئا عندما لا تكون هزان معي..الكون كله فارغ..أريد أن أستعيدها..اريدها معي..اريد أن أستعيد النفس و متعة الحياة..و أجد صعوبة في العيش من دونها" تنهد مارت و لم يجد كلاما يقوله لصديقه..في غرفة صغيرة..فتحت هزان عيونها فوجدت الطبيب يفحصها ..سألها" هل تشعرين بشيء يا سيدة؟" أجابت" دوار و غثيان متواصل يا دكتور" نظرت يمنة و يسرة فلم ترى احدا..همست" دكتور..أنا مخطوفة ..و هذا الرجل الواقف في الخارج هو من خطفني..اسمي هزان شامكران..أنا خطيبة ياغيز ايجمان ابن عائلة ايجمان المعروفة..ارجوك..ساعدني" رد بصوت خافت" آسف..لا استطيع ذلك..اسمعي سيدة هزان..كل الأعراض تشير إلى انك حامل..سأعطيك بعض الفيتامينات و يجب أن تأكلي و إلا ستؤذين نفسك" حملقت فيه هزان بعيون دامعة و قالت" حامل..يا الله..كم كان ياغيز ليسعد لو عرف هذا الخبر..
أمسكت هزان يد الطبيب و قالت" دكتور..اذا كنت حقا لا تستطيع مساعدتي فعلى الأقل لا تخبر أحدا بأنني حامل..و خاصة هذا الرجل الواقف في الخارج..أرجوك" اجاب" تمام..لن اخبره..سأقول بأنك تعانين من سوء تغذية..و سأحضر الدواء لك بنفسي..حاولي أن ترتاحي" بقيت هزان تراقب الدكتور و هو يخرج..بعد لحظات..دخل سونار و قال" سأحضر لك الطعام و يجب أن تأكلي..لا أريدك أن تموتي" لم تجبه..خرج فوضعت يدها على بطنها و دمعت عيونها..همست" ياغيز..حبيبي..انا حامل..ابننا ينمو هنا في أحشائي..ليتك كنت معي و أنا أتلقى هذا الخبر السعيد..لا تقلق حبيبي..أعدك بأنني سأعتني به و سأحميه..لن يصيبه مكروه..انه قطعة منك..سأحميه بروحي و عيوني..اشتقت إليك حبيبي..اشتقت إليك كثيرا" أغمضت عيونها و راحت تتخيل وجه ياغيز..نزعت دويغو الغطاء عن عيون الطبيب و قالت" كما أوصيتك دكتور..احذر أن تخبر أحدا بما رأيت..و سأصطحبك بعد يومين لكي تطمئن على صحتها" هز رأسه و قال" حسنا سيدة دويغو ..أعطها هذه الأدوية" لم تفتح دويغو الكيس و لم تنظر إلى الأدوية..بل وضعته على الكرسي الخلفي..تركت الدكتور امام العيادة..و عادت إلى المصنع المهجور..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن