٦٠..انني احترق..

2.7K 65 6
                                    

بقي ياغيز جامدا في مكانه للحظات..كانت مشاعره متداخلة و مختلطة..بين حنين إليها و خوف عليها..بين تمنيه ان يكون بجانبها و بين حرصه عليها..بين عقل يحاول تهداته و جعله يتصرف بطريقة منطقية و بين قلب يقوده إلى الجنون..كانت الأفكار السوداء تتوالى على رأسه..ماذا لو هجم عليها سونار و هي لوحدها..ماذا لو آذاها بطريقة او بأخرى..ماذا إذا ساءت حالتها بسبب الحمل و لم تجد أحدا معها..فرك اصابعه بعصبية و حاول طرد تلك الأفكار من رأسه..آخر ما يحتاجه الآن هو الجنون و العصبية و التشاءم..لقد أجبر على ابعاد هزان عنه لكي يتمكن من التخلص من ذلك الكابوس الجاثم على حياته و حياتها..لذلك عليه ألا يتسرع و يتصرف بطريقة خاطئة فيكون السبب في كارثة أكبر..اتصل بماهر و أخبره بما جرى فطمأنه إلى أنه سيرسل عناصر متخفية من الشرطة لكي تكون قريبة من المنزل و تراقب أي شيء يحدث..و اخبره بأنه سيطلب من احدى الشرطيات اللواتي يثق بهن بأن تذهب إلى هزان و تسكن معها في المنزل على أساس أنها معينة منزلية..شعر ياغيز بشيء من الراحة بعد كلام ماهر ..فما يهمه بدرجة اولى هو ألا تكون هزان لوحدها هناك..فهي بحاجة إلى من يعتني بها و يحميها..و هو يعجز الآن عن توفير ذلك لها..جلست هزان في المنزل تشرب كأسا من العصير عندما رن الجرس..فتحت فإذا هي أمام فتاة في أواخر العشرين من عمرها..تدعى سونجول ..هي الشرطية التي ارسلها ماهر..لكنها متخفية كمعينة منزلية..استقبلتها هزان و ارتها غرفتها حيث وضعت حقيبتها و بدلت ملابسها و اخفت سلاحها تحت الثياب..ثم جلست تتحدث مع هزان..وصلت رسالة على هاتف هزان كتب فيها" من هذه التي أتت إليك الآن؟" كانت الرسالة من سونار كالعادة..اجابت" انها معينة منزلية" ..كان من الواضح أنه يراقبها لحظة بلحظة لذلك كان عليها ان تكون حذرة في كل خطوة تخطوها....
في القصر..كان ياغيز جالسا مع مارت يحتسيان المشروب و يتحادثان..قال مارت" كيف يمضي وقتك؟" اجاب" ثقيل و حزين..أشعر أنني تائه من دونها" وضع مارت يده على كتف صديقه و قال" كارديشيم..يجب أن تكون هادئا و صبورا..سينتهي هذا العذاب قريبا..و ستجتمعان..دون خوف أو قلق..المهم أن نتخلص من ذلك الحقير" ارتشف ياغيز رشفة من كأسه و تمتم" أتمنى ذلك..أتمنى أن يحدث ذلك قبل أن أفقد صبري و أتصرف بجنون" هز مارت رأسه و قال"اياك..احذر أن تفعل ذلك..و إلا ستفسد كل شيء" وقف ياغيز و شرب كأسه دفعة واحدة ثم قال" ماذا أفعل؟ انني أحترق يا أخي..أتمزق إلى ألف قطعة و قطعة في كل لحظة..خوف..شوق..قلق..حيرة..تمني..أوف يا..أكاد افقد عقلي" وقف مارت و عانق صديقه و هو يقول" لا تفعل هذا أخي..انت بحاجة إلى شيء من التحمل و القوة و الصبر..و سينتهي كل شيء..و نحن بجانبك..و لن نتركك..إلى أن تعود هزان..و تتزوجان..ألا نكفي نحن؟ هل بعتنا من أجل هزان؟ أعتقد أنني سأبدأ بالغيرة منها" نظر إليه ياغيز و انفجرا ضاحكين معا..هناك..كانت هزان تجلس أمام التلفاز بينما كانت سونجول تتجول في أرجاء المنزل و يدها على سلاحها..قالت" سونجول..تعالي اجلسي..لا بد أنك تعبت من التجول هنا و هناك" ابتسمت الفتاة و ردت" هذا عملي هزان هانم..أشعر أنه قريب جدا..ليته يخطو خطوة إلى الداخل لكي أضع هذا السلاح في رأسه" جذبتها هزان من يدها لكي تجلس و قالت" خذي..اشربي هذا الشاي و اهدإي..لا أعتقد أنه سيأتي الآن..الوقت متأخر" هزت سونجول رأسها و قالت" شخص خبيث كهذا لا يؤمن جانبه..علينا أن نكون حذرتين جدا..هل اخذت دواءك؟" اجابت" نعم..اتعلمين أشعر أنك ممرضتي و حارستي و مؤنستي في هذه الوحدة..شكرا لك" قالت" هذا واجبي هزان هانم..الضابط ماهر اوصاني بك جدا" ابتسمت هزان و ذهب تفكيرها مباشرة إلى حبيبها الذي يحاول حمايتها بكل الطرق الممكنة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن