١٧..لا تحرمني منك

4.6K 95 3
                                    

افتتح ياغيز فقرة الرقص بأن رقص مع والدته اما أبوه فرقص مع السيدة زليخة..و ما هي إلا لحظات حتى غصت حلبة الرقص بالراقصين..الشركاء اليابانيون و بعض الموظفين..اما هزان فبقيت واقفة تراقب ما يحدث..لاحظت سيفنش اهتمام ياغيز بهزان و نظراته التي كان يرمقها بها من حين إلى آخر..فسألت" مالأمر ياغيز؟ هل هناك أمر جديد؟ ما قصة هذه الفتاة؟ هل هناك علاقة بينكما؟" ابعد ياغيز عيونه عن هزان و التفت إلى أمه و أجاب" هزان صديقة مقربة..اكتشفت موهبتها و أعطيتها فرصة للعمل في الشركة..هذا كل شيء" ابتسمت امه و قالت" مع أن اجابتك لم تقنعني إلا أنني سأرضى بها مؤقتا..و أتمنى منك أن تخبرني ان كان هناك أمر جدي في الموضوع..لكي نسأل عن عائلتها و أصلها و .." قاطعها ياغيز" ماما..توقفي" ثم التفت إلى والده و قال" بابا..أمي اشتاقت اليك..لنتبادل شركاء الرقص" و دفع امه نحو ابيه و أخذ يرقص مع زليخة..رقص مارت مع ألما ..و اقترب مراد من هزان و قال" آنسة هزان..هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟" نظرت هزان إلى ياغيز لكنه لم يكن ينظر إليها..وضعت يدها في يد مراد الذي سحبها بين ذراعيه و أخذا يتحركان معا على أنغام الموسيقى..التفت ياغيز إلى الطاولة حيث كانت هزان جالسة لكنه لم يجدها..بحث عنها بين الراقصين فرآها بين ذراعي مراد..تغيرت ملامحه و شعر بأنه يختنق..يكره أن يرى رجلا آخر غيره يلمسها..ينظر إليها..يحدثها..أو يأخذ من اهتمامها و وقتها..كانت تستمع إلى كلام مراد بانتباه و لم تنتبه إلى نظرات ياغيز الغاضبة و التي كلها غيرة..كان مراد يحدثها عن ضرورة استثمار موهبتها في مجال الحساب الذهني و الا تكتفي بكونها هبة فقط..ثواني ..و سحبتها يد ياغيز بشيء من العنف و أخذها من بين يدي مراد..انسحب مراد و ترك لهما الساحة لكي يرقصا معا..ضغط ياغيز على هزان بين ذراعيه حتى شعرت بأن نهديها انسحقا على صدره..قالت" ياغيز..ماذا حدث؟ لماذا انت غاضب؟" رمقها بنظرة غاضبة و أجاب" كيف تسمحين له بأن يضع يده عليك؟ كيف تسمحين له بمراقصتك؟ ماذا افعل؟ انا أغار عليك كالمجانين" حملقت فيه هزان غير مصدقة ما تسمعه منه..اضاف" نعم..لا تستغربي..أغار عليك..و أريد أن أخفيك عن الجميع..لا اريد لأحد أن يقترب منك او يلمسك..قد أكون انانيا..فأنت من حقك أن تعيشي حياتك بالشكل الذي تريدينه..تختارين من تريدين أن يكون معك..انا لا حق لي عليك..انا لا.." قاطعته هزان بأن وضعت اصبعها على شفتيه و همست" بلى يحق لك..أنت الرجل الوحيد الذي يحق لك ذلك..ياغيز..أنا لك..انت وحدك..و بقية الرجال لا يعنون لي شيئا..لا اراهم من الأساس"

ابتسم ياغيز بسعادة و قربها منه أكثر و هو يهمس" مستحيل أن تجدي رجلا أسعد مني في هذه اللحظة بالذات" خجلت هزان و هربت بعيونها منه..توقفت الموسيقى فأطلق ياغيز سراح هزان و ودع أهله و شركاءه قبل أن يعود لاصطحاب هزان إلى المنزل..في السيارة كانت هزان صامتة كأنها تفكر في أمر مهم..نظر إليها ياغيز و سأل" هزان..مالأمر؟ لماذا أنت صامتة؟ هل هناك ما يزعجك؟" انتبهت من شرودها و أجابت و هي تبتسم" لا..أنا بخير..لقد شردت قليلا..أنا سعيدة جدا لأن أمور الشركة تسير على خير ما يرام..أنت تستحق كل هذا النجاح و كل سعادة الكون..ياغيز..من الجيد أنني التقيتك و تعرفت عليك و .." صمتت فجأة فسالها" و ماذا؟ أكملي" ابتسمت و قالت" لا..لن أكمل الآن..انتظر قليلا..و ستعرف" ضحك ياغيز و قال" تمام..سأنتظر" ضحكت هزان من قلبها و وضعت يدها على يد ياغيز..وصلا بعد دقائق إلى المنزل..فتح ياغيز الباب و انتظر دخول هزان ثم تبعها إلى الداخل..وقفت هزان وسط غرفة الجلوس فقال ياغيز" لقد تأخر الوقت..سأذهب..تصبحين على خير" ابتسمت هزان و قالت بسخرية" ألا تريد أن تعرف بقية كلامي؟ أليس لديك فضول؟" اقترب منها و اجاب" نعم..لدي فضول..لكنني اعتقدت أنك متعبة و تريدين أن تنامي..لذلك فكرت أن أذهب و أتركك ترتاحين" تقدمت هزان منه ..لفت ذراعيها حول عنقه و همست" بقية كلامي أنني أحبك..من الجيد أنك ظهرت قبالتي..و أنني التقيت بك..أنك بحثت عني..و أنني وقعت في حبك..من الجيد أنك صنعت مني هذه الهزان التي تقف امامك الآن..هزان قوية..و ناجحة..و واثقة من نفسها..هزان عاشقة..و متأكدة من مشاعرها..هزان أخرى..أنا نفسي لم أكن لأعرفها لولاك أنت..أحبك ياغيز..أعشقك..و أريد أن أكون لك..و معك..حتى آخر نفس في حياتي" لمعت عيون ياغيز و هو يسمع كلامها لكنه سرعان ما عبس و قال" لكن..هزان..أريدك أن تتأكدي من شيء..أنا لم أفعل ما فعلته معك لأنني أريد منك مقابلا..لا اريد لما قدمته لك بأن يوهمك بأنك تحبينني..قد تكون مشاعرك ملخبطة و متداخلة..قد تكونين منبهرة بي و متأثرة بما فعلته من أجلك..أرجوك هزان..لا تتسرعي..خذي وقتك و افهمي مشاعرك جيدا..لست مضطرة لأن تعطيني أي مقابل فقط لأنني ساعدتك..أنا أحبك..نعم..أنا أحبك..أعشقك..و أريدك حتى النخاع..اريدك كما لم ارد امرأة من قبل..لكنني لا أريدك أن تسيئي فهم مشاعرك أو تشعري انك مجبرة بأن تقدمي لي مقابلا..ذلك سيجرحني و سيجعلني أحتقر نفسي..أنت.." قاطعته هزان بأن طبعت قبلة على شفتيه ثم ابتعدت و قالت" أنا واثقة مما أقوله..أنا أعشقك..و لهذا السبب فقط أريد أن نكون معا..فلا تحرمني منك..هل فهمت؟"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن