٢٣..غيرة حارقة

3.5K 69 0
                                    

بقيت هزان تبكي طوال اليوم..كانت كلما تخيلت أن ياغيز يلامس دويغو و يعاشرها تشعر بأنها تكاد تفقد عقلها..و لعل ما زاد من غضبها و انزعاجها هو الأخبار التي شاهدتها في التلفاز عن عودةالمياه إلى مجاريها بين ياغيز و خطيبته السابقة دويغو..كانت منزعجة لأن ما خشيت منه قد حدث..كانت تخشى أن تعود تلك الحرباء لكي تسرق منها حبيبها الذي جعلها تشعر بالأمان و الطمأنينة..ذلك الرجل الذي منحها كل شيء دون مقابل..ذلك العاشق الذي قدم لها كل ما تحلم به اية فتاة عادية..و صنع منها امرأة أخرى لم تكن تعرف بوجودها قبل لقاءها به..تذكرت كيف كانت قاسية معه..و تذكرت ذلك الكلام الموجع الذي قالته..تذكرت كيف طلبت منه أن يذهب..ليس هذا ما تريده..لا تريده ان يذهب إلى اي مكان و يتركها..لا تريده ان يبتعد عنها و لو للحظة واحدة..لن تسمح لغيرتها العمياء بأن تنجح مخططات تلك الحقيرة..هي تحبه..و تعلم جيدا..بل متأكدة من انه يحبها..و لن يلمس اية إمرأة أخرى و هو في وعيه..ذلك أمر مستحيل..ياغيز ليس رجلا خائنا..و لن يكون يوما..رجحت أن دويغو هي التي استدرجته لكي يحدث ما حدث..و لكي تنجح في التفريق بينهما..لن تسمح بذلك..هذا ما قالته هزان لنفسها..ياغيز حبيبها و رجلها و حياتها كلها..و لن تسمح لأحد بأن يأخذه منها..سارعت إلى المطبخ..أعدت عشاءا به أطيب المأكولات و ألذها و أخذت ترتب الطاولة عندما سمعت طرقات على الباب..كانت متأكدة من انه ليس ياغيز..تعلم انه لن يأتي إلا إذا طلبت هي منه ذلك..و هي لم تتصل به بعد..فتحت فوجدت نفسها وجها لوجه مع دويغو..رمقتها بنظرات باردة فابتسمت دويغو بخبث و قالت" أوو هزان هانم..هل تغير مقر الشركة و أصبح هنا؟ او ربما لديك بعض الأعمال العالقة التي يجب عليك القيام بها هنا" أجابتها هزان بنبرة حادة" وجودي هنا لا يعنيكي في شيء..لماذا أتيت؟" تجاوزتها دويغو و دخلت و هي تقول" أتيت لكي أراك..في الواقع أنا أعلم بوجودك هنا..و اعلم بعلاقتك بياغيز..مسكينة..هل تعتقدين بأنه يحبك؟ ..لو كان يحبك لما كان عاشرني بتلك الطريقة المجنونة ليلة البارحة..ربما كنت تعجبينه..أو ربما أخذ منك ما يريده..و لم يعد يرى فيك ما يشده..ياغيز يحبني أنا..أنا فقط" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" يحبك أنت..أويليمي؟ و إذا كان يحبك فلماذا تركك إذا؟ و لم يحاول و لو لمرة واحدة أن يصلح الوضع بينكما..و ما حدث بينكما ليلة البارحة كان نتيجة مخطط مرسوم بدقة ..لقد جعلته يفقد الوعي و اوهمته بأنه نام معك..أنت هي المسكينة الوحيدة هنا..أنا اعرف أن ياغيز يحبني و مستحيل أن يخونني..و لن يلمس غيري و هو واع أبدا" انفجرت دويغو ضاحكة

انفجرت دويغو ضاحكة و اقتربت من هزان و هي تخرج هاتفها من جيبها و تقول" لنرى ان كان كلامك صحيحا" ثم أخذت تريها صورا لها و لياغيز و هما معا عاريين في السرير..تارة و هي تقبله..و طورا و هي تجلس على وسطه و تغمض عينيها من المتعة..و صور اخرى يظهر فيها ياغيز و هو يتكئ فوقها..ابتلعت هزان ريقها بصعوبة و هي تحملق في الصور..قالت دويغو بسخرية" أيمكن لإمرأة أن تستمتع بالعلاقة إلى هذه الدرجة إذا كان الرجل الذي معها لا يريدها..باك..انظري..لقد كان يريد ما حدث مثلي تماما..و كان واعيا به..انا التي لم تستطع مقاومته و هو يقبلني و يداعبني بطريقة حميمة و .." قاطعتها هزان" ..يكفي..اصمتي..تمام..فهمت أنه قد حدث بينكما شيء..لكن..أتعلمين..الأمر لا يعنيني..لن تتأثر علاقتي بياغيز بهذا الهراء الذي حدث..ياغيز يحبني أنا..و سيكون دائما لي وحدي..افهمي هذا و ضعيه في عقلك السميك..لن أسمح لمخططاتك الحقيرة بأن تنجح..و الآن..اغربي عن وجهي" رمقتها دويغو بنظرة حاقدة و قالت" انت واهمة..ياغيز لن يكون يوما لك..لن أسمح له بذلك..اما انت..فاستعدي للمصائب التي ستنزل على رأسك..أعدك بأنني لن أرحمك..و سأجبرك على التخلي عن ياغيز بإرادتك" أخذت هزان تدفعها من كتفيها إلى الخارح و هي تصيح" اذهبي من هنا..اغربي..هيا..اذهبي" اصبحت دويغو خارج المنزل فصفقت هزان الباب بأقصى قوتها..و اتكأت عليه و هي تمرر يدها على عنقها..كانت تشعر بأن أنفاسها تذهب سدى..و أنها تختنق..تلك الصور جعلتها تجن من الغيرة..لم تحتمل ان ترى ياغيز عاريا مع دويغو..لم تستطع أن تخرج تلك المشاهد من عقلها..تشعر بأن النيران تأكل جسدها..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن