٥٥..تهديد صريح

2.4K 55 0
                                    

التفت ياغيز إلى هزان التي تقدمت نحوه و أخذت الطرد من يده و رمته مباشرة إلى الخارج..رفع ياغيز حاجبه استغرابا و سأل" هزان.. ماذا تفعلين؟" نظرت هزان إلى الخارج منتظرة انفجار العلبة لكن شيئا من ذلك لم يحدث..خرجت إلى الخارج و فتحت العلبة..كان فيها دمية مخيفة بوجه مرعب..تسيل الدماء من عيونها و كل جسدها به ابر صغيرة..انهارت هزان على عشب الحديقة و أخذت تبكي بصوت عالي..تبعها ياغيز إلى الخارج و جثى على ركبته بجانبها..لامس كتفها فارتمت بين ذراعيه و تعلقت بكتفيه و واصلت بكاءها ..وضع ياغيز يده على شعرها و همس" إهدإي حياتي..اهدإي..لم يحدث شيء..لا تخافي..نحن بخير" نظر ياغيز إلى الدمية البشعة و قال" هزان..حياتي..لو سمحت اخبريني ماهذا الذي يحدث؟ " رفعت رأسها إليه و أجابت بصوت خنقته العبرات" لقد هددني..لو حدث لك شيء..لو أصابك مكروه..كيف كنت لأعيش من دونك؟ ..سيقتلك بسببي..لن اغفر لنفسي ذلك..سأقتل نفسي لو أصابك مكروه..هو من فعل ذلك" سأل" سونار؟" هزت رأسها و قالت" نعم..انه هو..لقد هددني بأنني اذا لم انفصل عنك سيقتلك..و ارسل لي رسالة أخرى منذ لحظات يخبرني فيها بأن هدية ستصلك..ظننت انها قنبلة..لذلك جريت كالمجنونة..الحمد لله..لم يحدث لك شيء..لو أصابك مكروه كيف كنت سأعيش..أنا آسفة حياتي..خوفي عليك هو سبب ما قلته لك..لا تغضب مني لو سمحت..أنا آسفة" ابتسم ياغيز و عانقها بقوة و هو يقول" لم اغضب..انا لا اغضب منك حبيبتي..لكنني كنت متأكدا من وجود سبب وراء طلبك الإنفصال..أعلم انك تخافين علي..لكن لوسمحت..لا تفعلي ذلك مرة أخرى..أنا أيضا اخاف ان أفقدك..و أخاف أن تتركيني..افهمي..أنا لا أريد حياة من دونك..لا أريد حياة انت لست فيها..لن اعيشها إلا اذا كنت معي..معا سنتجاوز كل شيء..كل الصعاب..و كل هذا الشر و هذا الحقد..المهم الا يترك أحدنا يد الآخر أبدا..معا..يدا بيد..كما كنا دائما..لو سمحت حياتي..لا تفكري و لو مجرد تفكير أن تتركيني..لن أقوى على تحمل ذلك"

رفعت هزان نظرها إلى ياغيز و سألت بقلق
" ماذا سنفعل الآن؟" أجاب" سنفكر معا..و سنجد الحل الذي يخلصنا من هذا الحقير" تمسكت هزان به و قالت" ياغيز..أنا خائفة" قبل جبينها بحنان و قال" حبي..لا تخافي..ما دمنا معا فلن يهزمنا شيء..لن ينجح أحد في تفريقنا" وقف ياغيز و مد يده لها لكي تقف..همت بذلك لكنها شعرت بألم شديد جعلها تطلق صيحة و تضع يدها على بطنها..تملك الرعب قلب ياغيز و انحنى عليها..حملها بين ذراعيه و وضعها في السيارة..كان وجهها شاحبا بشدة و عيونها تدمع من شدة الألم..جرت سيفنش نحو ياغيز و سألت" ماذا حدث بني؟ هل هزان بخير؟" أجاب" لا اعلم..انها تتألم بشدة..سآخذها بسرعة إلى المشفى..الحقا بي انت و أبي" قالت" تمام..لن يصيبها مكروه بإذن الله..ستكون بخير" هز ياغيز رأسه و صعد إلى السيارة..انطلق مسرعا و هو يحاول التركيز على الطريق..لكن عيونه كانت متسمرة عند هزان ..قال" جنم..ستكونين بخير..تحملي..كوني قوية..دقائق و نكون في المشفى..لا تقلقي حياتي..سيكون كل شيء على ما يرام" كانت هزان في حالة صعبة..تتألم بقوة و تئن بصوت مسموع..بعد لحظات جمدت نظراتها و قالت بصوت مختنق" ياغيز..أنا أنزف..أسرع لو سمحت..أنقذ ابننا..أرجوك..لا تسمح له بأن يتركني..أرجوك..أسرع" زاد ياغيز من سرعة السيارة و اخذ يحاول تهدأتها ..دقيقة و وصلا إلى المشفى..حمل ياغيز هزان بين ذراعيه و دخل مسرعا و هو يصيح" ليساعدني أحدهم..زوجتي حامل..انها تنزف..لو سمحتم..أسرعوا" اقتربت منه ممرضتان و وضعتاها على نقالة و أدخلتاها إلى غرفة الإسعاف..لمح ياغيز ليلى فركض نحوها و هو يقول بصوت قلق" دكتورة..هزان هنا..انها في حالة سيئة..انها تنزف..ساعديها لو سمحت" وضعت ليلى يدها على كتف ياغيز و قالت" حسنا..اهدأ..سأفعل ما بوسعي..أنت تعرف الوضع..من الأفضل أن تكون جاهزا لكل شيء" هز رأسه و تمتم" ..أعلم..هزان..أنقذي هزان..هي الأهم..من دونها لا أستطيع أن أعيش" أجابت" حسنا سيد ياغيز..عن اذنك" ..بقي ياغيز واقفا أمام غرفة الإسعاف ..وضع يده على جبينه و أغمض عينيه بشدة..أخذ يدعو بصوت خافت..ألا يصيب حبيبته سوء..أن يحفظها له..و أن تتمكن من الحفاظ على الطفل الذي يعني لها الكثير..اقترب منه والداه و مارت..وقفا بجانبه و بقوا ينتظرون خبرا من الطبيبة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن