٥٦..صوت تنفسها يكفيني

2.4K 55 0
                                    

وضع مارت يده على كتف ياغيز و همس" لا تقلق أخي..سيكون كل شيء على ما يرام" رفع إليه عيونا ملأتها الدموع و قال" ان شاء الله..أتمنى ذلك..لا أستطيع أن أعيش من دونها..ماذا لو أصابها مكروه؟ ..لا أستطيع أن أعيش" ضغط مارت على كتفه و قال" ششش..لا تتحدث هكذا..فكر بإيجابية..لا تتشاءم..كن قويا و متماسكا" هز ياغيز رأسه و لم يقل شيئا..خرجت ليلى من الغرفة و اقتربت من ياغيز ثم قالت" الحمد لله على سلامتهما..كلاهما بوضع مستقر..التوتر الزائد هو سبب ما حدث..سنبقيها اليوم تحت المراقبة تحسبا لحدوث أي تطور" تنهد ياغيز بعمق و قال" شكرا لك ليلى هانم..الحمد لله..لقد مت من الخوف من أن يصيبهما مكروه..شكرا جزيلا لك دكتورة" ابتسمت ليلى و قالت" لا داعي لأن تشكرني..ابنك متمسك بأمه و بشدة..رغم النزيف إلا أنه لم يتركها و لم يتخلى عنها..سيد ياغيز..الوضع الآن مستقر لكن هذا لا ينفي حساسيته في المراحل القادمة..يجب أن تبتعد عن كل توتر و خوف و عصبية..و إلا قد لا أنجح في انقاذهما في المرة القادمة لا سمح الله" نظر إليها ياغيز بقلق و قال" سأبعدها عن كل توتر..سأحميها من كل شيء..لن يصيبها مكروه..لن يصيبهما مكروه" نظر مارت إلى ليلى و بادلته نظراته..اقترب حازم و سيفنش من ياغيز و عانقاه بقوة و هما يحمدان الله على نجاة هزان و صغيرها..سأل ياغيز ليلى" هل أستطيع أن أراها؟" أجابت" انها نائمة..تستطيع البقاء بجانبها اذا اردت..لن تصحو قبل ساعات" قال" تمام..سأبقى بجانبها..يكفيني أن اجلس بجانبها و أمسك يدها و انظر إليها..صوت تنفسها يكفيني" و دخل إليها..

نظر ياغيز إلى هزان النائمة على السرير الأبيض..اقترب بخطوات وئيدة و جثى على ركبتيه بقربها..أمسك يدها..وضع رأسه عليها و أطلق العنان لدموعه..كان يموت من الخوف و القلق عليها..و من عقله لا تخرج احتمالات فقدانه لها..احتاج أن يراها و ان تكون بخير..أن يمسك يدها و أن يسمع صوت تنفسها..أن يريح رأسه عندها و أن يطمئن..أن ينسى مخاوف الدنيا و يرميها وراء ظهره..المهم بالنسبة إليه أن تكون بخير..و ألا يصيبها مكروه..و الباقي لا يهم..رفع رأسه بعد لحظات..عيونه البلورية متعبة و خائفة..وقف و انحنى عليها..قبل جبينها بحنان..همس" حبي..حياتي..كل شيء لي في هذه الدنيا..أنت بخير..أنت و الصغير المشاكس بخير..كلاكما مقاتلان و قويان..و أنا أستمد قوتي منكما..أحبكما..و أتمنى أن يأخذ الله من عمري و يعطيكما..هزان..لا تتركيني..و لا تتخلي عني..بعد أن علمتني الحب و العشق و الحياة..لا تتركي يدي و تدعيني لحرقة غيابك و بعدك..هذا النفس الذي اتنفسه الآن و انت مغمضة العينين ثقيل و يحرق صدري..افتحي عيونك..لكي أتنفسك..و أحيى بك و معك..هيا عشقي..سنكون بخير..معا..سنتزوج و نحتضن طفلنا معا..و سنتخلص من كل الصعوبات معا..سنهزم اولئك الذين يريدون تفريقنا..معا..انظري..أنا هنا..بجانبك..و لن أتركك مهما حصل" و سحب كرسيا و جلس عليه دون أن يترك يدها..في غرفتها..وقفت ليلى تدقق أوراق مريضة عندما طرق الباب و دخل مارت بعد أن سمحت له..قال" ليلى..هل أنت بخير؟ اتصلت بك كثيرا منذ الصباح..لكنك لم تردي" أجابت" كنت مشغولة..لدي الكثير من المرضى و .." قاطعها" أتمنى ألا يكون قد أزعجك ما حدث ليلة البارحة..لقد اضطررت أن ألغي العشاء لأنني كنت مشغولا جدا..لكنني سأعوض ذلك..اعدك" هزت كتفيها و قالت".لا مشكلة..لن اجبرك على تناول العشاء معي..أعمالك أهم طبعا..و الآن عن اذنك ..لدي مرضى علي معاينتهم" همت بالخروج لكن مارت جذبها من يدها و همس" ليلى..لا تفعلي ذلك..أعلم أنك تهتمين لأمري كما أفعل..لذلك دعينا لا نمثل على بعض..لم أرد أن أكسر بخاطرك و احزنك..لكنني كنت مضطرا..آسف..أقسم لك أنني سأعوض لك ذلك..العشاء معك امر يسعدني ..و يروقني كثيرا قضاء الوقت معك" سألت بغضب" حقا؟" أجاب" حقا..و انت تعلمين ذلك جيدا..لا تبالغي بردة فعلك..أعلم انك غاضبة..لكنني سأراضيك على طريقتي،.."

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن